المرجعيات البيداغوجية للمقاربة بالكفايات

المرجعيات البيداغوجية للمقاربة بالكفايات
جريدة التربية ::: المرجعيات البيداغوجية للمقاربة بالكفايات
جريدة التربية
جريدة التربية
السبت 07 يناير 2017

نقدم لكم هذا الموضوع تحت عنوان " المرجعيات البيداغوجية للمقاربة بالكفايات " ..

تقتضي المقاربة بالكفايات تجاوز البيداغوجيات التقليدية، المتمحورة حول المعرفة والأستاذ(ة)، إلى بيداغوجيات تحول دور المدرس من ملقن إلى منشط وموجه وقائد... إلخ؛ بما يقتضيه ذلك من انفتاح على طرق وتقنيات التنشيط ودينامية الجماعات وتوظيفاتها السوسيوميترية والبيداغوجيات المتمركزة حول المتعلم(ة)، ومنها :

1- بيداغوجيا حل المشكلات :
+ حل المشكلات :
إن حل المشكلات نهج قديم في تاريخ التفكير البشري (المنهج التوليدي السقراطي والمنهج الاستقرائي الأرسطي... إلخ). ومن بين ما ارتبط به كذلك، نجد التعليم المبرمج وبيداغوجيا التحكم الذي يركز على اكتساب قواعد جديدة انطلاقا من قواعد مكتسبة سابقا وجعلها قابلة للتطبيق. وهي عموما تنطلق من مشكل يتطلب من المتعلم البحث عن حل من بين حلول ممكنة، إلا أن ما يميز "المشكلة" عن "الوضعيات- المشكلة" هو أن هذه الأخيرة تكون سياقية ودالة وتنطلق من المحيط الاجتماعي والمادي للمتعلم(ة).
إن بيداغوجيا حل المشكلات تتمركز حول المتعلم(ة) لاستنفار واستثارة مهاراته أو معارفه أو قدراته... إلخ، لرصد الترابطات الممكنة بين عناصر المشكل/الذريعة المطروح لبناء التعلمات. ويمكن تلخيصها فيما يلي :
- مواجهة مشكل معين يكون دافعا إلى البحث عن حل واتخاذ قرار معين؛
- تقديم اقتراحات والتداول حولها مع جماعة القسم لاتخاذ القرار المناسب؛
- التفاوض حول معايير معينة لانتقاء قرار أو أكثر؛
- تنفيذ الإجراءات المحققة للقرار المتخذ؛
- فحص النتائج وتقويمها للتوصل إلى اختيار نهائي أو مراجعته؛
وإذا كان حل المشكلات ينطلق من مشكلة، فما الذي قد يميز إذن المشكلة عن الوضعية- المشكلة كما تتبناها المقاربة بالكفايات؟ ذلك ما ستوضحه الفقرة الموالية.
+ الوضعية - المشكلة :
تنطلق الوضعية-المشكلة من وضعية، كما يدل على ذلك اسمها؛ وتعني الوضعية ما يدل على العلاقات التي تقيمها الذات (ذات المتعلم(ة) مثلا) مع المحيط الاجتماعي والفيزيقي (الأسرة، الأصدقاء، القرية أو المدينة، السوق، الأحداث، المحيط الطبيعي...الخ). أما الوضعية-المشكلة فتعني وضع المتعلم(ة) أمام مشكل ينطلق من وضعية؛ أي من سياق له معنى بالنسبة له. والوضعية-المشكلة أنواع :
- الوضعية-المشكلة الديدكتيكية :
تكون في بداية الدرس والهدف منها اكتساب تعلمات جديدة مرتبطة بكفاية محددة. ومن خصائصها أنها :
* وضعية تعليمية مرتبطة بتعلمات جديدة نسعى من خلالها إلى حفز المتعلم وتشويقه وإثارته؛
* تشكل عائقا إيجابيا (تمثلات وصراع معرفي) أمام المتعلم(ة)، مما يجعله يشعر أن مكتسباته السابقة غير كافية لإيجاد الحل. فهي محفزة له على تجاوز العائق وغير تعجيزية ملائمة لمستواه.
وأهم المراحل التي تميزها :
* يقدم المدرس(ة) الوضعية-المشكلة مصحوبة بالتعليمات الضرورية؛
* ملاحظتها من قبل المتعلمات والمتعلمين ومحاولة فهمها؛
* استخراج المعطيات ومعالجتها لاكتساب التعلمات الجديدة؛
* بنينة المعارف واستنتاج القواعد.
- الوضعية-المشكلة الإدماجية :
وضعية الإدماج هي وضعية- مشكلة تنجز بعد فترة تعلمات سابقة، تم خلالها تحقيق مكتسبات مجزأة، وتستهدف الربط بين هذه المكتسبات السابقة وإعطاءها معنى جديدا، وقد تكون بعد حصة أو بعد مجموعة من الحصص أو الدروس أو بعد مرحلة دراسية. فهي
إذن:
* تمكن من تركيب مكتسبات سابقة في بنية جديدة وليس بإضافة بعضها إلى البعض؛
* تحيل إلى صنف من وضعيات-مشكلة قد تكون خاصة بمادة أو بمجموعة من المواد؛
* تكون جديدة بالنسبة للمتعلم(ة).
- الوضعية-المشكلة التقويمية :
هي وضعية للتحقق من حصول تعلم معين ومدى قدرة المتعلم على توظيفه في حل وضعية جديدة تنتمي إلى فئة من الوضعيات. وقد تكون الوضعية التقويمية قبل الإدماج أو بعده، أو تقوم الهدف النهائي للإدماج، أو وضعية للتقويم التشخيصي أو التكويني أو الإجمالي.

2- البيداغوجيا الفارقية :
إن البيداغوجيا الفارقية هي بيداغوجيا السيرورات، أي إنها تستخدم إطارا مرنا تكون التعلمات ضمنه واضحة ومتنوعة بما فيه الكفاية حتى يتمكن المتعلمات والمتعلمون من التعلم وفق مساراتهم الخاصة المرتبطة بامتلاك المعارف والمهارات، ووفق إجراءات وعمليات تهدف إلى جعل التعليم متكيفا مع الفروق الفردية بين المتعلمات والمتعلمين.
فهي تقوم على التباينات بين المتعلمات والمتعلمين من حيث :
- الفوارق الذهنية : أي المتصلة بدرجة اكتساب المعارف المفروضة من قبل المؤسسة وفي ثراء سيروراتهم الذهنية التي تتناسق  ضمنها تمثلات مراحل النمو الإجرائية، صور ذهنية، طريقة التفكير واستراتيجيات التعلم؛
- الفوارق السوسيو- ثقافية : وتتمثل في القيم، المعتقدات، ثقافة الأسر، اللغة، الرموز، التنشئة الاجتماعية، المكانة الاجتماعية،  الثقافة... إلخ؛
- الفوارق السيكولوجية : إن لمعيش المتعلمات والمتعلمين الأثر الكبير في شخصيتهم وحافزيتهم وإرادتهم واهتمامهم وإبداعهم  وفضولهم وطاقتهم ورغبتهم وتوازنهم وإيقاعاتهم...
وتتسم البيداغوجيا الفارقية بكونها :
* تفريدية تعترف بالمتعلم(ة) كفرد له تمثلاته الخاصة، وله تعامل خاص مع وضعية التعلم ؛
* متنوعة ومتعددة لأنها تقترح مجموعة من المسارات التعليمية تراعى فيها قدرات المتعلم(ة)، وهي بذلك تتعارض مع التصور الذي يرى أن الجميع ينبغي أن يعمل بنفس الإيقاع، في نفس المدة الزمنية، وبنفس المسارات. فهي تقترح إجراءات متنوعة، ووضعيات تعليمية-تعلمية في إطار مسارات بيداغوجية مختلفة، وكذلك طرقا ووسائل مختلفة لإنجازها، وفي إطار تعامل مرن مع استعمالات الزمن؛
* تعتمد توزيعا للمتعلمات والمتعلمين داخل بنيات مختلفة تمكنهم من العمل حسب مسارات متعددة؛ وتجعلهم يشتغلون على محتويات متمايزة بغرض استثمار أقصى إمكاناتهم، وقيادتهم نحو التفوق والنجاح...؛
* تجعل المتعلم(ة) في مركز اهتمام العملية التعليمية-التعلمية وتهتم بحاجاته وإمكانياته وقدراته؛
* تهيكل المحتوى بكيفية متدرجة، وذلك إما حسب تدرج متشعب لمضامينه، أو حسب تدرج خطي لما يشتمل عليه : ففي التدرج الخطي يحاول المتعلمات والمتعلمون القيام ببناء البرنامج الأساسي المشترك لديهم وذلك حسب وتيرة عمل كل واحد منهم، ثم بعد ذلك ينتقلون إلى إنجاز العمل المسطر في البرنامج الفارقي؛
أما في التدرج المتشعب فإن المتعلمات والمتعلمين يشتغلون في الوقت نفسه بإنجاز البرنامج المشترك وكذلك بالبرنامج الفارقي؛
* تمكن من تكافؤ الفرص وتجسد الحق في الاختلاف؛
* تسمح بإبراز الفوارق المرتبطة باستعمال المتعل م(ة) لتقنياته ووسائله الخاصة في التعلم (اعتماده على حواس أكثر من أخرى، توظيفه لاستراتيجيات دون أخرى...).

إن مظاهر الفروق الفردية انطلاقا من هذه الاعتبارات عديدة ومتنوعة : ذهنية، معرفية، وجدانية، فزيولوجية، حسحركية، اجتماعية، ثقافية... إلخ.
ويمكن تلخيص أهداف البيداغوجيا الفارقية فيما يلي :
- التقليص بين فوارق التعلمات المرتبطة بالانتماءات الاجتماعية؛
- الحد من ظاهرة الفشل المدرسي؛
- تحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المتعلمات والمتعلمين؛
- تمكين كل متعلم(ة) من بلوغ أقصى ما يمكن أن يصل إليه من التطور المعرفي واكتساب الكفايات؛
- اعتبار شخصية المتعلم(ة) في جميع أبعادها المعرفية والوجدانية والاجتماعية؛
- تنمية قدرة المتعلم(ة) على التكيف مع مختلف الوضعيات التي يفرضها محيطه المدرسي والاجتماعي؛
- تحسين العلاقة مدرس(ة)/متعلم(ة) ومتعلم(ة)/متعلم(ة)؛
- تلبية الرغبة في التعلم لدى المتعلم(ة)؛
- تنمية قدرة المتعلم(ة) على الاستقلالية والتعلم الذاتي.

أشكال عمل ممكنة لتفعيل البيداغوجيا الفارقية :
يعتبر العمل بالمجموعات من أهم أشكال العمل التي يعتمدها المدرس(ة) في إطار البيداغوجيا الفارقية. وتتشكل المجموعات وفق معايير مختلفة :
+ مجموعات حسب المستوى (Les groupes de niveau) :
يتم في إطار هذه المجموعات توزيع المتعلمات والمتعلمين حسب :
* المستوى تبعا للمجالات الدراسية (مجموعة المتفوقين، مجموعة المتوسطين، مجموعة المتعثرين...)؛
* إيقاع التعلم لدى مجموعة من المتعلمات والمتعلمين الذين يمتازون بسرعة التعلم أو العكس؛
* القدرات وطرق واستراتيجية التعلم.
+ مجموعات حسب الحاجات Les groupes de besoin :
تعتبر هذه التقنية وسيلة للدعم أو الإغناء (مراجعة تعلمات سابقة، تعلم منهجي في مادة معينة...) تفترض عدة إجراءات منها :
- تحليل واضح للحاجات والمهام والأهداف التي قد تكون فردية أو خاصة بمجموعة معينة؛
- برمجة دقيقة للتعلمات في كل مجال تعلمي؛
- تجديد بيداغوجي لاقتراح أدوات وطرائق للتفريق حسب حاجات المتعلمات والمتعلمين.
+ مجموعات حسب الاهتمامات Les groupes d’intérêt :
يتم في هذا الإطار توزيع المتعلمات والمتعلمين في مجموعات خلال مدة زمنية محدودة لدراسة محور أو مشروع يتم اقتراحه إما من قبل المدرس(ة) أو المتعلمات والمتعلمين (إعداد ملف حول موضوع معين، معرض لإنتاجات المتعلمات والمتعلمين...). وتتشكل المجموعات اختياريا حسب اهتمامات كل متعلم(ة). ويمكن أن تضم متعلمات ومتعلمين من فصول مختلفة، في إطار النوادي التعليمية أو المحترفات... إلخ.

3- بيداغوجيا الإدماج :
يرى البعض أن الإدماج بيداغوجيا قائمة الذات ، تقترن ب "الكفايات الأساسية"، باعتبارها عملية يتم من خلالها جعل مختلف العناصر، التي كانت منفصلة في البداية، مترابطة، بهدف تشغيلها بشكل متناسق تبعا لهدف محدد.
وعموما فالادماج (Intégration) تنظيم يستهدف تجاوز القطائع التقليدية بين التعلمات ومختلف عناصر المنهاج، وذلك بإحداث العلاقات فيما بينه ا. كما أ ن الدراسات المرتبط ة بالذاكرة أثبت ت أن التعلمات الجديدة معرضة للنسيان بنسبة كبيرة بعد فترة قصيرة من اكتسابها إذا لم تدعم بإدماجها واستعمال ها بعد فترات زمنية تسمح بتشغيل مختلف أنواع الذاكرة (قصيرة وبعيدة المدى).
والإدماج أنواع مختلفة نذكر منها :
- إدماج التعلمات (Intégration des apprentissages) ؛ وهي عملية تروم تصريف مختلف المواد الدراسية من جهة، والمهارات التي تساهم في تربية الأفراد من جهة أخرى.
- إدماج الفرد لمحتويات ومهارات جديدة في بنيته الداخلية؛ ·
- إدماج مختلف تعلمات وحدة معرفية بمنظور شامل، اعتمادا على انسجام تام للمعارف (connaissances)، وهذه التعلمات مرتبطة باستنتاجات دائمة البناء وإعادة البناء. ومن هذا المنظور يصبح حل المشكلات بدوره موردا لاكتساب المعارف الجديدة؛
- الإدماج كوضعية بيداغوجية ترفع الحواجز بين مختلف مكونات الوضعية البيداغوجية، وفي هذه اللحظة يمكن الحديث عن التفريد (Individualisation). وأكثر من ذلك، أن كل مكون من مكونات الوضعية البيداغوجية يدمج بذاته، مثلا: إدماج الأفراد (الأقران، المجموعات...)، إدماج المواضيع (البيئة، الصحة...)، إدماج الموارد البشرية (تخطيط، تفاعل عدد من الاستراتيجيات، تدريس ثنائي أو بمجموعة من المدرسات والمدرسين... إلخ)، إدماج الوسط واستغلال موارد المجالات الاجتماعية، تفاعل مكونات البنية التحتية البيداغوجية... إلخ؛
- إدماج المهارات (Intégration des habiletés) عملية تتوخى تصريف مهارتين أو أكثر تنتميان إلى نفس المجال النمائي أو إلى مجالات أخرى خاصة بالتعلم نفسه؛
- إدماج المواد (Intégration des matières) عملية ترمي إلى تصريف محتويين متداخلين أو أكثر ينتميان إلى المادة نفسها، أو إلى مواد مختلفة، وذلك قصد حل مشكل معين أو دراسة محور معين لهدف تنمية مهارة ما.

4- بيداغوجيا التعاقد :
يندرج مفهوم التعاقد في إطار تيار "استقلالية الإرادة" الذي ينطلق من مبدأين أساسيين هما :
- لا يمكن إكراه أي فرد على إنجاز عمل بدون رغبته؛
- الالتزام يعطي المشروعية والقوة للقوانين.
وحسب بعض الباحثين فإن التعاقد هو تنظيم لوضعيات التعلم عن طريق اتفاق متفاوض بشأنه بين شركاء (المدر س(ة) والمتعلمات والمتعلمون)، يتبادلون الاعتراف فيما بينهم قصد تحقيق هدف ما، سواء كان معرفيا أو منهجيا أو سلوكيا.
وتستند بيداغوجيا التعاقد إلى ثلاثة مبادئ أساسية تفرض تغييرات في الذهنيات والبنيات المدرسية، وهي :
أ. مبدأ حرية الاقتراح والتقبل والرفض :
ويتضمن العناصر التالية :
* تحليل الوضعية من طرف المتعلم(ة) والمدرس(ة)؛
* اقتراح تعاقد يرمي إلى تحقيق هدف معرفي أو منهجي أو سلوكي؛
* الإشارة الواضحة لحرية اتخاذ القرار المتاحة للمتعلم(ة) التي من دونها لن يكون للتعاقد معنى؛
* إيصال المعلومات الضرورية للمتعلم(ة) حتى يتمكن من التعبير عن رأيه.
ب . مبدأ التفاوض حول عناصر التعاقد :
أي التفاوض حول :
- المدة الزمنية للتعاقد؛
- الأدوات المستعملة لتحقيق التعاقد؛
- نوع المنتوج النهائي الذي يجسد التعاقد مثل : نص مكتوب، ملف، توليف، تركيب، إنجاز... إلخ؛
- نوع المساعدات التي يمكن أن تقدم للمتعلم(ة) من قبل الأستاذ(ة)، أو الزملاء، أو الأمهات والآباء...؛
- تقويم نجاح التعاقد حتى يشعر المتعلم(ة) بالاعتراف بما قام به، وأن عمله له علاقة بمساره الدراسي. ويمكن أن يتم التقويم من طرف المدرس(ة) أو جماعة القسم أو من طرف المتعلم(ة) نفسه(ها)؛
- الحلول الممكنة في حالة توقف المشروع أو عدم تحقيقه لأهدافه.
ج. الانخراط المتبادل في إنجاح التعاقد :
ويهم شعور المتعلم(ة) بانخراطه الدائم طيلة مدة التعاقد لأن التعاقد يمنحه فرصة لتجريب استقلاليته بتحمله للمسؤولية. كما يجب أن يبدي المدرس(ة) نفس الالتزام والانخراط في وثيقة التعاقد التي يوقعها. (انظر النموذجين أسفله مثلا).

5- بيداغوجيا المشروع :
المشروع بصفة عامة هو هدف نريد تحقيقه، فهو إذن تفكير قصدي موضوعه فعل أو نشاط ، له مجال زمني يتحقق فيه هو المستقبل. وفي المجال التربوي هو أنشطة تهدف إلى تلبية حاجات مرتبطة بالتعلم(ة).
من أنواع المشاريع : المشروع البيداغوجي، مشروع المؤسسة، مشروع القسم، مشروع المجموعات/الفرق، المشروع الشخصي للمتعلم(ة).
وينبني المشروع على تحديد ما يلي :
* الحاجات الفردية أو الجماعية وفق أولويات؛
* الأهداف؛
* الوسائل والاستراتجيات؛
* المتدخلون والشركاء؛
* توزيع المهام والمسؤوليات؛
* المدى الزمني لإنجاز المشروع؛
* أشكال التقويم؛
* تعديل وتدقيق المشروع.
والمشروع البيداغوجي لا ينبغي أن يحيلنا على تحقيق إنجازات منحصرة في البنية التحتية للمؤسسة، بل هو في غالب الأحيان شامل ينمي كفاية معينة أو مجموعة كفايات، كمثال على ذلك نسوق الخطوط العريضة لمشروع كما يلي :

6- بيداغوجيا الخطإ :
هي تصور ممنهج لعملية التعليم والتعلم، يقوم على اعتبار الخطإ استراتيجية للتعليم والتعلم؛ فهو إستراتيجية للتعليم لأن الوضعيات الديدكتيكية تعد وتنظم في ضوء المسار الذي يقطعه المتعلم(ة) لاكتساب المعرفة أو بنائها من خلال بحثه، وما يمكن أن يتخلل هذا البحث من أخطاء. وهو إستراتيجية للتعلم لأنه يعتبر الخطأ أمرا طبيعيا وإيجابيا يترجم سعي المتعلم للوصول إلى المعرفة. ويتجلى البعد السيكولوجي لبيداغوجيا الخطإ في اعتبارها ترجمة للتمثلات التي تنظم بواسطتها الذات تجربتها في علاقة مع النمو المعرفي للمتعلم(ة).
الخطأ الذي يتم فهمه يكون مجديا ومصدرا للارتقاء، وفهم الخطإ يعني معرفة مصدره وتحليله بما يضمن استغلاله بشكل إيجابي في تعلمات لاحقة، فهو نقطة انطلاق التعلم.
فهو ليس شيئا مذموما بل إيجابيا ومفيدا: إنه مرحلة أساسية من مراحل بناء المعرفة، لهذا ينبغي ألا نجعل المتعلم(ة) يشعر بأي ذنب وهو يخطئ؛ فهذا من شأنه أن يسهل ذكره لأخطائه وكشفها بدل إخفائها ولجوئه إلى الغش.
إن الخطأ جزء من استراتيجية التعلم، وفرصة لفحص ما يقع من اختلالات على مستوى الت فكير والتحكم في العمليات الذهنية، ومن ثم تقديم العلاج الناجع.
وتتأسس هذه البيداغوجيا على ثلاثة أبعاد أساسية :
البعد الابستمولوجي : هو بعد يرتبط بالمعرفة في حد ذاتها؛ بحيث يمكن للمتعلمات والمتعلمين أن يعيدوا ارتكاب الأخطاء نفسها التي  ارتكبتها البشرية في تاريخ تطورها العلمي؛
البعد السيكولوجي : يتجلى في اعتبار الخطأ ترجمة للتمثلات التي راكمتها الذات (ذات المتعلم(ة)) من خلال تجاربها، وتكون ذات  علاقة بالنمو المعرفي للمتعلم(ة)؛
البعد البيداغوجي : ويرتبط بالأخطاء الناجمة عن عدم ملاءمة الطرائق البيداغوجية لحاجات المتعلمات والمتعلمين. ويمكن معالجته  بإتاحة الفرصة للمتعلمات والمتعلمين لاكتشاف أخطائهم ومحاولة تصحيحها بأنفسهم.

تأخذ الأخطاء التي يقع فيها المتعلمون والمتعلمات أثناء سيرورة تعلمهم عدة أنواع، يعتبر استيعابها بالنسبة للمدرس(ة) ذا أهمية قصوى في تغيير رؤيته للخطإ ولطريقة التعامل معه، خصوصا في الإعداد للأنشطة الداعمة. ومن بين هذه الأنواع :
أ- الأخطاء المرتبطة بالمتعلم(ة) :
وهي نوعان :
- الأخطاء المنتظمة (Erreurs systématiques) :
تكون من النوع نف سه أو من أنواع مختلفة، وتتخذ صفة التكرار، وتؤشر على صعوبة في التعلم مرتبطة غالبا بوجود عوائق، أو بعدم امتلاك قدرات وكفايات معينة. وهذا النوع هو الذي يجب أن نركز عليه في مرحلة الدعم؛
- الأخطاء العشوائية (Erreurs aléatoires) :
تكون غير منتظمة ترتكب غالبا بسبب سهو أو عدم انتباه أو عدم تذكر.
ب- الأخطاء المرتبطة بجماعة القسم :
وهي نوعان :
* الخطأ المنعزل (Erreur isolée) :
هو الخطأ الذي يرتكب بشكل انفرادي، أي أن المتعلمات والمتعلمين، بعد خضوعهم لسلسلة من التعلمات الموحدة والتقويم التكويني، يتبين أن كل واحد منهم يعاني من صعوبات خاصة، لا يشترك فيها مع باقي أفراد المجموعة. وهذا النوع من الأخطاء يخضع للدعم الفردي في إطار البيداغوجيا الفارقية.
* الخطأ المعبر أو الدال (Erreur significative) :
هذا النوع يمس فئة كبيرة من المتعلمي ن والمتعلما ت أو جميعهم، ويحيل على عملية التعليم مباشرة ويؤشر إلى خلل فيها، ويتطلب إعادة النظر في الإجراءات التعليمية المتبعة.
ج- الأخطاء المرتبطة بالمهمة (Erreur rapportée à la tâche) :
ترتكب هذه الأخطاء في ا لغالب بسبب سوء فهم ما هو مطلوب إنجازه، وهذا يحيل أيضا إلى إعادة النظر في الأسلوب المتبع في التدريس.

7- بيداغوجيا اللعب :
اللعب نشاط يمارسه الطفل دون ضغوط من البيئة أو الوسط؛ يقوم به بمحض حريته وإرادته وبمتعة. ويرتبط عامة بثقافة الطفل (الوسط) وبالخيال والرموز واللغة والبيئة؛ ولذلك يكتسي أهمية بالغة في بناء شخصية الطفل، لأنه يستحضر قوانين وقواعد الحياة العامة.
وأما اللعب البيداغوجي، الذي يهمنا هنا، فإنه يستهدف التعلم بواسطة اللعب؛ فهو ليس غاية في ذاته يلتجئ إليه المدرس لاقتصاد المجهود فقط، بل هو سيناريو بيداغوجي مبني على بحث ودراسة وتحليل للعملية التعليمية التعلمية يستهدف :
- تنمية قيم أو مهارات أو ذكاءات، إلى غير ذلك من المكونات العقلية والوجدانية؛
- تنمية التنافس الإيجابي والقبول باحترام القواعد والقوانين؛
- تنمية شخصية متسامحة مع الذات والغير؛
- تنمية مهارات نفسحركية؛
- تنمية مهارات مرتبطة بالملاحظة؛
- تنمية مهارات مرتبطة بالذكاء بكل أنواعه.
أنواع اللعب البيداغوجي :
تتفق كثير من نظريات التعلم على أن اللعب دافع للاكتساب والتعلم وإشباع الحاجات. وبالنظر لأهميته في التعلم نجد أنواعا كثيرة من اللعب البيداغوجي يمكن أن تفيد المدرسة الابتدائية، غير أنه لا بد من استحضار بعض التوجيهات التربوية العامة من قبيل ما يلي :
* تحديد الهدف من اللعبة مع مراعاة المتعة والإثارة والتشويق؛
* عرض قوانين اللعبة أو تقديم تعليمات دقيقة للمتعلم(ة): الوضوح؛
* استحضار خصائص المراحل النمائية أثناء التحضير للعبة بيداغوجية؛
* استحضار تنوع وتعدد حوامل اللعبة البيداغوجية وإمكانية تكييفها مع الهدف من اللعبة والوسط المدرسي؛
* استحضار تنوع الوحدات الدراسية في المدرسة، بحيث أن اللعبة البيداغوجية الوحيدة لا يمكنها أن تتعمم على جميع الوحدات؛ لذلك فإن المدرس(ة) مدعو للبحث والدراسة والإبداع في هذا الجانب؛
* استحضار محيط المدرسة لتحضير درس قائم على اللعب البيداغوجي من طرف المدرس(ة) حتى يحصل المعنى والتكيف ؛
* تنويع أمكنة التعلم بواسطة اللعب...
وهناك أنواع كثيرة من اللعب البيداغوجي نذكر من بينها :
لعب الأدوار، اللعب التعبيري، اللعب الفني والرياضي، اللعب الإدراكي/الذهني، اللعب الحسحركي، اللعب الإبداعي...


تحميل الموضوع:

إرسال تعليق

0 تعليقات