منهجية التعامل مع أهم محطات مباراة الدخول إلى مسلك تكوين المفتشين التربويين للتعليم الابتدائي

منهجية التعامل مع أهم محطات مباراة الدخول إلى مسلك تكوين المفتشين التربويين للتعليم الابتدائي
جريدة التربية ::: منهجية التعامل مع أهم محطات مباراة الدخول إلى مسلك تكوين المفتشين التربويين للتعليم الابتدائي
جريدة التربية
منهجية التعامل مع أهم محطات مباراة الدخول إلى مسلك تكوين المفتشين التربويين للتعليم الابتدائي ::: جريدة التربية jarida-tarbiya.blogspot.com
جريدة التربية ::: منهجية التعامل مع أهم محطات مباراة الدخول إلى مسلك تكوين المفتشين التربويين للتعليم الابتدائي 

توطئة:

تعتبر مباراة الدخول إلى أحد مسالك تكوين المفتشين التربويين آلية من آليات الترقي بالنسبة للأساتذة بقطاع التربية الوطنية، مع الاستفادة مما تخوله الوضعية الجديدة ماديا ومعنويا. وهي كذلك فرصة للمترشح من أجل استثمار تجربته وخبراته التي راكمها من خلال الممارسة الميدانية على مدى سنوات اشتغاله في الفصل الدراسي، لينتقل من مستوى الفعل التربوي إلى مستوى توظيفها لمراقبة وتقويم وتأطير هذا الفعل التربوي بكل تجلياته وبكل ما يحيط به من داخل منظومة التربية والتكوين.

وأود بدوري أن أسهم، إضافة إلى ما تم إثارته من طرف مجموعة من الإخوة مشكورين في هذا المضمار، بمجموعة من المقترحات العملية عساها تزيل بعض الغموض حول إجراءات وكيفيات التعامل مع هذا الاستحقاق الهام. وقد تم تقسيم المداخلة إلى ثلاثة محاور كبرى، فيما يلي بيانها:

المحور الأول: إعداد ملف الترشيح:

بالنسبة للوثائق فهي موجودة بالتفصيل في المذكرة المنظمة للمباراة ويمكن الاطلاع عليها من خلال الروابط الموجودة في أسفل هذا الموضوع.

معلوم أن فتح مباراة الدخول إلى مسلك نكوين المفتشين التربويين يقتضي وضع شروط للترشيح وتحديد ملف للترشيح لها، وسأتناول بالحديث هنا الشق الذي يتعلق بالوثائق المطلوبة لتكوين ملف الترشيح، والتي كانت موضوع استفسار عدد من الأساتذة فأشير إلى ما يلي:

الوثائق المطلوبة هي المنصوص عليها في المذكرة المنظمة، والوثيقة الوحيدة المطلوب المصادقة عليها هي نسخة من بطاقة التعريف الوطنية فقط، حسب منطوق المذكرة.

المطلوب كذلك، صراحة، في المذكرة هو إعداد رسالة تحفيزية تتضمن عناصر البحث التربوي الذي يرغب المترشح إنجازه بالمركز، وليس إعداد مشروع بحث تربوي، لأن هذا الأخير يتطلب على الأقل تمكين المترشح من منهجية البحث التربوي قبل إنجاز البحث، وهو الأمر الذي لم يتح بعد للمترشحين. وعليه، فمن المنطقي ألا يكون موضع تساؤل أو تقويم في المقابلة الشفهية. بل إن إعداد المشروع وفق منهجية معينة، حسب تقديري، قد يكون السبب في وضع المترشح نفسه في موضع حرج مع لجنة المناقشة هو في غنى عنه في المرحلة الراهنة، ذلك أنه قد يناقش في منهجية البحث نفسها وهو ما يمكن أن ينعكس سلبا عليه.

ـ أهم ما ينبغي الإشارة إليه بخصوص الرسالة التحفيزية:

احترام الجانب الشكلي للتراسل الإداري المعمول به إداريا: الحمدلة أو البسملة، مكان وتاريخ الإرسال، معلومات شخصية وإدارية عن المرسل (الاسم والنسب، رقم التأجير، الإطار، الدرجة، الرتبة، رقم ب.ت.و، مقر العمل)، المرسل إليه (السيد مدير مركز تكوين مفتشي التعليم، بالرباط)، الموضوع: رسالة تحفيزية بخصوص ولوج مسلك تكوين المفتشين التربويين للتعليم الابتدائي، التحية، متن الرسالة (التعبير عن الرغبة في الترشيح بناء على المذكرة المنظمة، ذكر الدواعي والدوافع الذاتية والموضوعية للترشح، ذكر الخبرات والتجارب في المسار المهني التي راكمها ويتوفر عليها المترشح كنقط قوة تعزز ترشحه للاضطلاع بهذه المهمة، ذكر موضوع البحث التربوي المرغوب الاشتغال عليه وأهميته أو الجدوى منه و الأهداف المتوخى تحقيقها منه في المنطومة التربوية، ثم ذكر عناصره في ثلاثة أو أربعة محاور كبرى مع تحديد ثلاثة أو أربعة محاور صغرى داخل كل محور كبير فقط. على أن تكون التفاصيل والجزيئيات في ذهن المترشح (من خلال الإعداد الذهني) معدة ومدققة ومرتبة منطقيا؛ ومعززة بكل ما من شأنه أن يسندها في الجانب النظري المرتبط بالموضوع، اختتام الرسالة بعبارات التقدير والاحترام، ثم التوقيع.

وهنا لا بد من التأكيد على الآتي:
+ أهمية اختيار موضوع يدخل ضمن دائرة اهتمامات المترشح، سواء من الناحية النظرية وما يتعلق بقراءات وابحاث المترشح، أو من الناحية العملية الإجرائية كأن يكون اشتغل به أو شارك في إعداده أو تنفيذه أثناء مزاولته لعمله، حتى يتسنى له التحكم في مكوناته ومناقشتها بالكيفية التي تمكنه من إقناع أعضاء اللجنة به؛
+ أن يكون مرتبطا تمام الارتباط بمجال الارتقاء بالمردودية الداخلية للفعل التربوي عامة، وذا جدوى في تحسين التعلمات بشكل خاص؛
+ أن يكون واقعيا قابلا للتنفيذ والإنجاز، متضمنا لمقترحات وحلول عملية وإجرائية، من شأنها تقديم إضافة نوعية وملموسة تحقيقا للجودة المنشودة.

ـ أهم ما ينبغي الإشارة إليه بخصوص نهج السيرة:

أعتقد أن المعلومات التي يستحسن أن يتضمنها نهج السيرة كنموذج من بين نماذج عديدة، تتمثل في المحاور التالية:
1ـ المعلومات الشخصيـة،
2ـ الشهادات المهنية والتعليمية،
3ـ التجربة المهنية، وضمنها:
ـ المهام والمسؤوليات،
ـ التداريـب والتكـوينات المستفاد منها،
ـ التداريـب والتكـوينات المؤطرة،
ـ الشهادات التقديرية،
4ـ التـجربـة في العمل الجمعوي، وضمنها:
ـ المهام والمسؤوليات،
ـ التداريـب والتكـوينات المستفاد منها،
ـ التداريـب والتكـوينات المؤطرة،
ـ الشهادات التقديرية،
5ـ المعارف في مجال الإعلاميات،
6ـ اللـغـات،
7ـ الهـوايات.

وتجدر الإشارة إلى ضرورة الحرص على مصداقية ما يتم تضمينه في نهج السيرة والقدرة على مناقشة وتبرير كل نقطة تمت الإشارة إليها فيه، حيث إن العبرة ليست بالكم ولكن بما استفاده المترشح من مختلف المهام والعمليات والأنشطة المنجزة، وما يمكن أن يفيد به الآخرين في المهام التي هو مقبل على تقلدها.

ثلاث نسخ من تقارير الزيارة والتفتيش الأخيرة، والمهم هنا هو قراءتها والتحكم فيها بشكل جيد والقدرة على الإجابة عن أي سؤال بخصوصها، سواء من حيث التطرق إلى مؤهلات الأستاذ، وقدرته على التخطيط والتنظيم، وظروف عمله، أو من حيث الدرس المشاهد، أو من حيث الملاحظات والتوجيهات المقدمة من طرف السيد المفتش. لأنها غالبا ما تكون موضوع نقاش مع لجنة المقابلة الشفهية.

المحور الثاني: الإعداد للاختبار الكتابي وإجراؤه:

أقترح أن أسميه الإعداد الجدي المرن، جدي لأنه لا بد أن يؤخذ على مجمل الجد في البحث والمطالعة، وأن لا يعتبر المترشح نفسه فقط مجرد مشارك، لأن الفرص غالبا لا تتكرر، وبما أن الأمر هو بمثابة حق بالنسبة للموظف إذا فليتهيأ لممارسته. والمقصود بالإعداد المرن هو تفادي الضغط النفسي والبدني في الإعداد، لأن الأمر في نهاية المطاف هو فقط ترقية لموظف سبق له أن حصل على وظيفة. وليس كشأن من هو مقبل على إجراء الامتحانات التعليمية أو مباراة الولوج إلى الوظيفة، والذي يسعى إلى أن يعض بالنواجد على الفرصة من أجل تحقيق النجاح أو الفوز بالوظيفة. وعليه أرى أن يتم الاهتمام بما يلي:

* توفر الرغبة أولا وقبل كل شيء كأهم عامل محفز على خوض المباراة؛

* الاستعداد النفسي من أجل التغلب على حالات الارتباك والتردد التي تعترض كل ممتحن عادة؛

* الإعداد والبحث بشكل منهجي ومنظم ومركز وتفادي العشوائية والارتجالية، والتركيز على الكيف وليس الكثرة والكم؛

* العمل في إطار مجموعة أو فريق للاشتغال كلما أمكن، لأن من شأن ذلك خلق الدافعية وبث روح الحماس وتوضيح الرؤى وإغناء النقاش وتدقيق المفاهيم وترسيخها؛

* انتقاء المواضيع المراد تدارسها حسب مواد الامتحان الكتابي، وهنا أقترح اجتهادا بناء على الاشتغال على الأطر المرجعية الخاصة بالامتحان المهني، في غياب للأطر المرجعية الخاصة باجتياز مباريات ولوج مركز تكوين مفتشي التعلم، أقترح التركيبة التالية:

+ مجال المعارف المرتبطة بالتعليم الابتدائي: هيكلة وتنظيم التعليم الأولي والابتدائي، التقويم والامتحانات بالتعليم الابتدائي، استعمالات الزمن والإيقاعات المدرسية والبيداغوجية بالمدرسة الابتدائية، استعمال تكنولوجيات الإعلام والتواصل، تكييف المؤسسة التعليمية مع محيطها، تنظيم الدعم الاجتماعي للمتمدرسين، تنقيح المنهاج الدراسي للسنوات الأربع الأولى للتعليم الإبتدائي...

+ مجال قضايا التربية والتكوين:

1ـ الأسس والمرجعيات: الميثاق الوطني للتربية والتكوين ـ الكتاب الأبيض ـ البرنامج الاستعجالي ـ الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015/2030 ـ التدابير ذات الأولوية ـ الدلائل ـ المذكرت ...

2ـ فلسفة التربية وسوسيولوجيا التربية: فلسفة التربية: التربية، غايات التربية، الاستقلالية، الحرية، العدالة، الإنصاف، الطبيعة الإنسانية، المواطنة، التسامح، الاختلاف...إلخ. ـ مدارس سوسيولوجيا التربية: التيارات، القضايا الكبرى، الظواهر المدرسية والمؤسساتية...إلخ. - سوسيولوجيا النظام التربوي المغربي وتاريخه.

3ـ أخلاقيات المهنة: أخلاقيات مهنة التدريس: الأدوار، الحقوق والواجبات، المساواة، التنافس الإيجابي... إلخ. – آليات الحياة المدرسية وقواعد العيش المشترك، - الممارسات البيداغوجية والتواصلية داخل القسم والمؤسسة، - الحاجيات النفسية والفيزيولوجية والمعرفية للتلاميذ.

4ـ المعارف السيكولوجية والسيكوسوسيولوجية: علم النفس الاجتماعي، - دينامية الجماعات، جماعة القسم، التواصلات، القيادة...، ـ التواصل والتنشيط التربوي والبيداغوجي، - نظريات التعلم والنمو: السلوكية، الجشطالتية، البنائية، السوسيوبنائية، المعرفية، - نظريات النمو: الطفولة والمراهقة.

5ـ المنهاج الدراسي المغربي: الأسس النظرية للمنهاج الدراسي المغربي (الفلسفية، التربوية، النفسية، المعرفية...)، ـ غايات المنهاج وأهدافه، نظامه وأسلاكه، ـ الكفايات الخاصة والمستعرضة الخاصة بكل سلك دراسي، - منطق بناء المعارف المدرسية وتطورها في كل سلك دراسي، ـ نظام الإشهاد والقوانين المؤطرة له، ـ الآليات التنظيمية: المجالس المختلفة، جمعية دعم مدرسة النجاح، النوادي...

6ـ المعارف البيداغوجية والممارسة المهنية: النماذج (البراديغمات) البيداغوجية، ـ البيداغوجيات: أسسها، مفاهيمها أبعادها النظرية والتطبيقية، ـ التعدد البيداغوجي: بيداغوجيا الأهداف، بيداغوجيا التعاقد، بيداغوجيا اللعب، بيداغوجيا الخطأ، بيداغوجيا الدعم، البيداغوجيا الفارقية، بيداغوجيا المشروع...

7ـ تنظيم الحياة المدرسية: تفعيل أدوار الحياة المدرسية، أمن وسلامة المؤسسة (الحوادث المدرسية ، تدبير المخاطر – العنف المدرسي)، ـ تدبير وتأمين الزمن المدرسي، ـ مشروع المؤسسة، ـ التدبير المتمركز حول النتائج والتدبير التشاركي...

+ مجال بيداغوجيا التخصص:
ـ الاطلاع على المحتوى المعرفي المدرس بالسلكين الابتدائي والإعدادي لكل من اللغة العربية واللغة الفرنسية (النحو والصرف والتحويل والإملاء...) والرياضيات (العد والحساب والهندسة والقياس والمسائل...)، ـ الاطلاع على بعض المعارف الأكاديمية المتعلقة باللغتين العربية والفرنسية: النصوص وأنواعها، بناء الخطاب في اللغة، الإنتاج الشفهي والإنتاج الكتابي، التلقي... ـ الاطلاع على الجانب الديداكتيكي والمنهجي للمواد المذكورة: تحديد الكفايات والأهداف التعلمية؛ -اختيار الوسائل الديدكتيكية وتوظيفها بما فيها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات توظيفا مناسبا، ـ استحضار التعلمات السابقة والامتدادات وخبرة المتعلمات والمتعلمين؛ - التكامل مع الكفايات والمواد الدراسية الأخرى؛ - بناء أنشطة ملائمة لأهداف التعلم ولمستوى المتعلمات والمتعلمين؛ - بناء وضعيات/مشكلة تعليمية تعلمية مناسبة؛ - اعتماد طرائق ونهوج بيداغوجية ملائمة؛ - التحكم في المعارف والمفاهيم المدرسة وتكييفها مع مستويات المتعلمات والمتعلمين؛ - اعتماد تسلسل منهجي ومنطقي؛ - تحديد محطات التقويم والدعم؛ -تدبير الزمن والفضاء؛ - تبني منهجية ملائمة لبناء المضامين / المفاهيم المستهدفة؛ - اعتماد أشكال عمل ملائمة، وفق متطلبات التعلم؛ - رصد الفوارق الفردية وتدبيرها؛ - توظيف تقنيات التواصل والتنشيط الملائمة؛ - التركيز على التعلم الذاتي...

* لا يخفى عليكم أن الإنتاج الكتابي أو الأسئلة المقالية من أصعب الأسئلة تقويما، وان ذلك ينبغي أن يتم بواسطة شبكة من المعايير والمؤشرات، ضمانا لمصداقية التقويم وبعيدا عن ذاتية المصحح، ولهذا يرجى أخذ بعين الاعتبار المعايير التالية أثناء صياغة المواضيع: الكتابة بشكل مركز ما أمكن وتجنب الإطناب والحشو المؤدي إلى الملل، الارتباط بالموضوع وتسلسل الأفكار، استعمال علامات الترقيم، الكتابة بخط واضح ومقروء، أصالة الإنتاج وتنظيم الورقة...

* التعامل مع الموضوع حسب ما يلي:

+ إذا كان الأمر يتعلق بكتابة موضوع واحد متكامل لمناقشة وتحليل فكرة أو عدة أفكار، فهذا يعني ضرورة اتباع منهجية تحليل موضوع: من مقدمة وعرض وخاتمة، من خلال الاستهلال بتحديد الإطار العام للموضوع وإبراز المشكلة، ثم المرور إلى مناقشة الأفكار فكرة فكرة، وغالبا باعتماد الأسلوب الحجاجي في ذلك أي طرح القضية ونقيض القضية مع التعزيز بالاستشهادت الضرورية، بعد ذلك يتم التعبير عن الرأي أو الموقف تجاه الموضوع وختم الموضوع بخاتمة مغلقة أو مفتوحة من خلال تساؤل أو تساؤلات تفتح للقارئ آفاقا أخرى للبحث والتعمق أكثر في الموضوع.

+ أما إذا تعلق الأمر بموضوع مذيل بعدة أسئلة، فتتم الإجابة عن كل سؤال على حدة بشكل منفصل عن الأسئلة الأخرى، وهنا أقترح أن تكون الإجابات جد مركزة ويستحسن أن تكون بعد التوطئة في شكل نقط وعرائض ثم خاتمة.

* أهمية الحرص في مناقشة الموضوع على الربط بين الخلفيات النظرية المؤطرة لمختلف الممارسات التربوية، والجانب العملي التطبيقي على مستوى القسم من حيت الأجرأة والتنزيل. والعمل متى طلب من المترشح الإجابة انطلاقا من تجربته في الميدان، على تقديم المقترحات والإجراءت العملية والملموسة، الممكن تطبيقها كحلول عملية للمشكلة المطروحة، وهنا تبرز الفوارق بين المترشحين، لهذا ينصح بإيلاء الأهمية لمختلف المبادرات التربوية الهادفة والتجارب الجيدة في مجال الممارسة الفصلية، من أجل استثمارها وتوظيفها لتبيان قدرة المترشح على الاقتراح والخلق والإبداع في منظومة التربية والتكوين، بما يخدم تحسين جودة التعليم والتعلم؛

* التأني في التعامل مع الاختبار، وقراءة الموضوع قراءة المتفحص وتحديد الكلمات المفاتيح، وإعداد خطاطة للموضوع على ورقة التسويد قصد تدوين مختلف الأفكار التي ترد في الذهن، حسب مجالها في الخطاطة بشكل فوري حتى لا تنسى وتضيع، ثم العمل في مرحلة موالية على ترتيبها لأجل صياغة الموضوع وتحريره في شكله النهائي؛

* الاهتمام بعنصر الزمن والبدء بالمواضيع أو الأسئلة التي تبدو إجابتها متوفرة أو في المتناول ربحا للوقت، مع تخصيص مدة قبيل تسليم الورقة لمراجعة ما تمت كتابته، بهدف تدارك بعض الهفوات أو النقائص قبل المغادرة؛

* التأكد من كتابة المعلومات الشخصية للمترشح حسب المطلوب على ورقة التحرير، تفاديا لنسيانها أو لأي ضياع يمكن أن يطال الورقة بسبب جهل هويتها.

المحور الثالث: الإعداد للمقابلة الشفهية وكيفية خوضها:

مما لا شك فيه أن المقابلة الشفهية تعد من أهم الخطوات الحاسمة في الوصول إلى الهدف، لذا فمن الطبيعي أن تلازمها حالة من القلق والتوتر، لكن العبرة بمن يتمكن من التغلب على هذه التوترات أو الحد من وطأتها لأقل وقت ممكن للبقاء أكثر اتزانا واسترخاء.

فكيف تجري المقابلة الشفهية؟ وكيف ينبغي التعامل مع هذه الوضعية؟

أولا: سير المقابلة الشفهية بمركز تكوين مفتشي التعليم:

* ولوج مركز الامتحان والتحقق من الهوية؛
* ولوج قاعة الانتظار والتعرف على رقم اللجنة ورقم ترتيب المترشح في اجتياز المقابلة، من بين المترشحين الآخرين المعنيين باللجنة نفسها باعتماد القرعة؛
* المناداة على المترشح متى حان دوره للالتحاق بقاعة المقابلة الشفهية؛
* إلقاء التحية على أعضاء اللجنة ثم انتظار المطلوب دون الجلوس حتى أخذ الإذن بذلك، بعد ذلك تطالب اللجنة بالبطاقة الوطنية لإثبات الهوية، وتقدم للمترشح سؤالا كتابيا (في شكل تمرين رياضياتي مثلا أو سؤال عام) يطلب منه الإجابة عنه في قاعة التحضير، وكذا تهييء ما يمكن تهييئه في هذه اللحظات الأخيرة لمدة 20 دقيقة تقريبا؛
* المناداة على المترشح من جديد للعودة إلى قاعة المقابلة الشفهية، ومطالبته بالجلوس ثم الشروع في المناقشة؛
* إعلان اختتام المقابلة الشفهية من طرف أعضاء اللجنة ومغادرة المترشح.

ثانيا: نصائح حول كيفية التعامل مع المقابلة الشفهية:

* الاستعداد المسبق للأسئلة التقليدية من خلال تطبيق ذلك مسبقا عبر تمثيل الأدوار مع صديق أو أمام المرآة في البيت؛
* الاسترخاء والراحة النفسية والنوم الجيد خلال الليلة السابقة لموعد المقابلة قبل ولوج مركز للامتحان؛
* الهندام اللائق بطبيعة المهمة المنتظر تلقدها بعد النجاح، بعيدا عن التكلف أو التصنع وليس بالضرورة شراء ملابس جديدة، ولكن الأكيد أنها تكون أفضل بقليل من التي تستخدم يوميا، والأهم أن يبدو المترشح بمظهر أنيق؛
* الحضور في الموعد المحدد في الاستدعاء أو قبله بقليل، لأن التأخر قد يسبب نوعا من الارتباك؛
* عدم مناقشة أي شيء يخص الموضوع مع باقي المترشحين بقاعة الانتظار، ويستحسن الخوض في مواضيع أخرى تفاديا لتشتيت الأفكار، أو حصول أي ارتباك أو ندم على شيء يوجد عند الآخرين ولم يعده المترشح؛
* الوقوف بثبات وبثقة بالنفس وإلقاء التحية على أعضاء اللجنة أثناء انتظار المهمة المطلوب تحضيرها؛
* التركيز في السؤال الكتابي المطروح، والحرص على الإجابة عليه بشكل صحيح ما أمكن، لأنه سيكون الخطوة الأولى في درب تجاوز المقابلة الشفهية بنجاح؛
* تحضير كل شيء يمكن للجنة أن تناقشه باللغتين العربية والفرنسية من رسالة تحفيزية وعناصر البحث التربوي بتفاصيله، المعدة ذهنيا، ونهج السيرة وتقارير التفتيش والزيارة وغيرها؛
* عدم الجلوس عند ولوج قاعة المقابلة إلا بعد أخذ الإذن بذلك؛
* يستحسن استعمال القلم والورقة لتدوين بعض الأسئلة أو بعض الأفكار تفاديا لنسيانها؛
* يحبذ إعداد ملف شخصي للمترشح متضمن لجميع الوثائق وتقارير التفتيش والشهادات المحصل عليها، وكل وثيقة يمكنها أن تثبت ما ورد في نهج السيرة، ووضعه في الجانب على الطاولة، فقد يأخذه أحد أعضاء اللجنة للاطلاع على مزيد من التفاصيل التي لم يسعف المترشح الوقت لتقديمها شفهيا؛
* الإجابة عن الأسئلة بصوت مسموع وعادة ما يكون أول سؤال هو تقديم المترشح لنفسه وتعريفه بشخصه؛
* الإجابة بنفس اللغة التي طرح بها السؤال، ولو بين سؤال وسؤال، بمعنى أنه متى تم تغيير لغة السؤال يتم الجواب بنفس لغة السؤال؛
* الإجابة ينبغي أن تكون على قدر السؤال، كما أن الخوض في الجواب عن السؤال يتم متى تأكد المترشح من قدرته على ذلك، أي تفادي التناور في الإجابات أو محاولة تمويه أعضاء اللجنة، في حالة عدم المعرفة ما على المترشح ألا أن يقول "لا أدري" وكفى، خاصة في نوعية الأسئلة ذات طبيعة الثقافة العامة؛
* الإنصات الجيد وعدم مقاطعة المتحدث، حتى ولو اعترض على بعض ما يقوله المترشح وتفادي الجدال، لعدم تقديم انطباع بالعناد أو شدة التعصب للرأي.
* الإجابة تكون بشكل لبق مع الدفاع عن الفكرة بكل ما يبررها، دون تعصب أو تشنج أو محاولة القيام برد فعل على بعض الأسئلة التي قد تبدو مستفزة، مع الحفاظ على الهدوء ورباطة الجأش؛
* يستحسن، كلما سنحت الفرصة للمترشح خلال المناقشة، ذكر مؤهلاته وقدراته في أي مجال من مجالات النقاش، وسرد بعض التجارب الجيدة والناجحة التي عاشها المترشح خلال ممارسته الميدانية، وشريطة أن يكون ذلك في ارتباط بالموضوع.
* تفادي وضع الرجل فوق الرجل أمام اللجنة، أو القيام بأية حركة من شأنها إعطاء انطباع بالتقليل من احترام اللجنة؛
* قد يطلب من المترشح تقديم كلمة ختامية، في هذه الحالة يحبذ توجيه الشكر لأعضاء اللجنة على منقاشتهم، بكيفية لبقة ومهذبة، والتعبير عن الاستعداد للعمل بكل جد وتفان، وبذل قصارى الجهود، أذا ما تم التوفيق والنجاح، للاضطلاع بالمهمة التي ستناط بالمترشح، والقيام بها أحسن قيام، تحقيقا لمصلحة الناشئة وخدمة المنظومة التربوية وللوطن الحبيب.
* عند الانتهاء من المقابلة، والذي تحدده اللجنة، لا بأس من مصافحة المترشح لأعضائها عند توديعهم، والابتسامة في وجههم وشكرهم على الفرصة التي أتاحوها له.

ختاما، 

أرجو أن أكون قد وفقت إلى حد ما، بمداخلتي المتواضعة هذه، في تقديم بعض التوضيحات بخصوص هذا الموضوع، وكذا اقتراح بعض الإجراءات العملية والمنهجية التي من شأنها مساعدة المقبلين على هذه المباراة في تكوين ولو صورة عامة عن مختلف المحطات المرتبطة بها. كما أرجو من الله العلي القدير التوفيق والنجاح للجميع.


من إعداد: فيصل الأنصاري / مفتش تربوي للتعليم الابتدائي / المديرية الإقليمية لزاكورة


مواضيع أخرى قد تهمك:



إرسال تعليق

0 تعليقات