جريدة التربية .. أساتذة الفلسفة يطالبون بلمختار بسحب 3 كتب للتربية الإسلامية |
نشر في: هسبريس
بتاريخ الأحد 26 فبراير 2017
ما زال الجدل المثار حول مناهج ومقررات مادة التربية الإسلامية قائما، عقب انتقادات حادة وجهتها اللجنة الوطنية لمدرسات ومدرسي الفلسفة، المنضوية تحت لواء الجامعة الوطنية للتعليم، ضمن رسالة خطتها إلى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني في حكومة تصريف الأعمال، مطالبة إياه بسحب 3 كتب لمقرر "منار التربية الإسلامية" بالسلك الثانوي التأهيلي، معتبرة قرار اعتماد طبع هذه الكتب تطبيعا مع الفكر الوهابي المتبني لنجوم القنوات الخليجية للحشد بالحقد والتعبئة بالتكفير في الفصول الدراسية.
ووصفت الوثيقة ذاتها المقررات الدراسية سالفة الذكر بوصمة عار إضافية في سجل النظام التعليمي ونقطة سوداء تهدد الاستقرار والأمن العالميين، بالنظر إلى محتواها المجرم للتفكير الفلسفي المعادي للعلوم الإنسانية والمحتقر لقرون من نضالات الشعوب في مواجهة القوى الرجعية والتخلف لترسيخ منظومة حقوق الإنسان، وفق صياغة الرسالة.
واستنكرت الرسالة، التي تتوفر هسبريس على نسخة منها، ما أسمته تذرع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالكلفة المالية للسحب والتي لا تساوي شيئا، حسب الوثيقة، الضريبة التي سيؤديها المغاربة والمجتمع الإنساني من انتشار هذا الفكر وانتعاشه "ليهندس" وجدان الآلاف من تلامذة هذه المستويات خلال الموسم الجاري.
وحملت الرسالة، التي وجهت نسخة منها إلى رئيس الحكومة المكلف، وزارة التربية الوطنية المسؤولية السياسية لهذا الجرف المسترسل لهوامش بناء ثقافة الإيمان بالتعدد والاختلاف والتفكير الحر والمشاركة في بناء الوطن المشترك، محذرين من تداعيات هذه الحرب الصريحة على النقد والتفكير والإبداع والتنوير وما سيترتب عنه مستقبلا من إدامة للتخلف وتعطيل طاقات وقدرات الوطن على كافة الأصعدة.
واعتبرت الرسالة الملاحظات المقدمة بخصوص سلسلة "منار التربية الإسلامية" مجرد قطرة من مآسي النظام التعليمي الذي يسهر على إنتاج مخلوقات فاقدة لملكتي التفكير والتحليل النقدي والإبداع، الغريبة عن الواقع المعيش وتعدم إنسانية التلميذ وميولاته اهتماماته وأسئلته. ومن هنا، تضيف الوثيقة، فـ"إننا نعتبر تعميم تدريس الفلسفة بكل المستويات مدخلا أساسيا للحد من التردي الذي يعرفه النظام التعليمي الفاشل"، وفق ديباجة الرسالة النقابية.
وجدد نقابيو الجامعة الوطنية للتعليم رفضهم تدريس مضامين هذه المقررات المجرمة للتفكير وتحويل المدرسة إلى ثكنة للتعبئة بإيديولوجية "الحقد الوهابي" المؤسس على كراهية الآخر المختلف دينيا وحضاريا، معتبرين تدريس مضامين مقرر "منار التربية الإسلامية" إعداما للصداقة وتحقيرا للنقاش الحر، ومبدين استعدادهم لتحمل كامل المسؤولية التاريخية واتخاذ كل الخطوات للوقوف أمام هذه المقامرة، كما سموها، بالمصير المشترك والقرصنة المتعمدة لعقول التلاميذ لفائدة مشاريع الاستبداد والارتداد.
كما دعت اللجنة الوطنية لمدرسات ومدرسي مادة الفلسفة وزير التربية الوطنية والتكوين المهني إلى سحب هذه المقررات تناغما مع التزامات الدولة المغربية وإعلاناتها المتكررة لتجفيف منابع التعصب والعداء والإرهاب، على حد تعبير الرسالة.
من جانبه، اعتبر ياسين اغلالو، أستاذ باحث في الفلسفة، "مسألة اختيار نصوص بعينها بمقررات "منار التربية الإسلامية" وتوظيفها بشكل قصدي لمهاجمة الفلسفة والتفكير العقلي إنكارا لحقيقة هذه النصوص من داخل تراثنا؛ بل نقول إنها كانت وستظل تعبر عن طموحات إيديولوجية تنتصر للظلام على النور وتعبر عن قوى رجعية نكوصية "، وفق تعبيره.
وشدد اغلالو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن تلقين هذه النصوص بفصول الدراسة يعد جريمة تحرم متعة اللقاء والتطلع إلى معانقة الفكر الكوني الفلسفي الذي ينتصر عبر تاريخيته لمبادئ التفكير النقدي والحرية وحقوق الإنسان وقيم الاختلاف والتسامح، بدل الدوغمائية والتطبيع مع التطرف.
وأضاف الأستاذ الباحث في الفلسفة: "مهما كانت تكلفة سحب هذه المقررات فإنها لن تساوي شيئا قياسا بالضريبة التي سيؤديها المغاربة جراء انتشار هذا الفكر المتطرف وتأثيره على عقلية الآلاف من التلاميذ المغاربة".
وزاد اغلالو "إن شجبنا لهذا المقررات ينبني على فكرة أن النظام التعليمي المغربي لا يحتمل مآس أخرى، ويجب تضافر جميع المواد الدراسية لتحقيق تربية وتعليم ينميان قدرات المتعلمين الفكرية والنقدية والإبداعية ويجعلها تستوعب وتعي هويتها المتفتحة وتنخرط بالتالي فيما هو إنساني كوني"، يورد المتحدث.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره. - جريدة التربية .
0 تعليقات