تأخر المدرسة المغربية راجع بالأساس إلى عدم نجاعة التكوينات وانتقاء الأطر المناسبة للقيام بالأدوار الفعلية تكوين المديرين مدخل لإصلاح المنظومة التربوية

تأخر المدرسة المغربية راجع بالأساس إلى عدم نجاعة التكوينات وانتقاء الأطر المناسبة للقيام بالأدوار الفعلية تكوين المديرين مدخل لإصلاح المنظومة التربوية
جريدة التربية ::: تأخر المدرسة المغربية راجع بالأساس إلى عدم نجاعة التكوينات وانتقاء الأطر المناسبة للقيام بالأدوار الفعلية تكوين المديرين مدخل لإصلاح المنظومة التربوية
جريدة التربية
تأخر المدرسة المغربية راجع بالأساس إلى عدم نجاعة التكوينات وانتقاء الأطر المناسبة للقيام بالأدوار الفعلية تكوين المديرين مدخل لإصلاح المنظومة التربوية ... جريدة التربية http://jarida-tarbiya.blogspot.com/
جريدة التربية .. تأخر المدرسة المغربية راجع بالأساس إلى عدم نجاعة التكوينات وانتقاء الأطر المناسبة للقيام بالأدوار الفعلية تكوين المديرين مدخل لإصلاح المنظومة التربوية 
نشر في: الاتحاد الاشتراكي - ذ. زكرياء هاكم / أستاذ باحث في علوم التربية 
بتاريخ الأربعاء 08 فبراير 2017 

إن الاهتمام بتكوين الموارد البشرية في منظومة التربية و التعليم أصبح دون شك أمرا ضروريا بحيث ليس هناك إقلاع اقتصادي دون تعليم جيد و ليس هناك تعليم جيد دون وجود موارد مكلفة و مؤهلة و لعل تأهيل المدير هو حلقة أساسية في تجويد و تحسين العلاقة الأفقية بين فئات المجتمع.

في العصر الحاضر أصبح المدير ليس فقط ضابطا للسلطة قاتما على شؤون المؤسسة، بل أصبحت هناك أشياء أخرى تنافسه، إذ أصبح من الضروري تكوينه ليجعل الآخر يشغل جيدا المصادر و الوسائل.

العالم اليوم يتغير فما هي إذن وظائف المدير حسب هذا التغيير؟ و ما هي الكفايات الضرورية للقيام بمهامه؟

المهمة أصبحت مهنة و المهنة معقدة لأنها تتداخل معها عوامل اجتماعية عديدة. وظائف المدير تتأسس على تحقيق الغايات العامة و على كيفية معالجة تدخل الزمن في تغيير معالم الغايات العامة نفسها، وهذا يخلق حالة تغيير أدواره ولعل أكثر القضايا أهمية في مجال البحث التربوي هي قضية تكوين المديرين.

لقد أصبح من الضروري النظر المستمر في تكوين المديرين الأكفاء القادرين على مواكبة التغيير الحاصل في العالم اليوم و من خصوصيات هذا التكوين تحديد الأدوار و المهام المنتظرة منه حتى تكون المدخل الأساسي لخصوصيات أكثر شفافية و دقة. كما أن هذا التكوين يجب أن يخضع لمنطقين اثنين : منطق إداري نظري أكاديمي ومنطق تكويني لبناء كفايات الممارسات المهنية التي تتفاعل مع تدخل الزمن.

و التكوين هو عبارة عن سيرورة لتنمية قدرات الفرد حسب الحاجة زمانا و مكانا و كلما كانت هذه الحاجة متعددة و معقدة كلما كان التكوين متعددا و معقدا.

إن الأمر أصبح ملحا لإعادة التصور في تحديد مفهوم التكوين عند المديرين التربويين و كذلك تحديد المبادئ العامة المؤسسة لهذا التكوين، ثم إرساء المنطلقات الأساسية لبناء أنشطة التكوين المواكبة للعصر، وما هي الشروط الضرورية الأداتية لبداية هذا التكوين.

وبرجوعنا إلى التصور لتحديد مفهوم التكوين نقترح التركيز على تنمية قدرات المدير التربوي من حيث الإحساس والفعل و التخيل و الابتكار و الفاعلية و اتخاذ القرار و الفهم، و التكوين بهذا الأساس هو سيرورة في سياق سيكوفزينومي للمدير التربوي المتكون.

ومما لا يخفى على أحد أن واضعي إجراءات التكوين تعترضهم بعض الصعوبات في تحديد نوع المعارف و المهارات و المواقف الأكثر إفادة بالنسبة للمديرين، لذا يجب التركيز على الجوانب السيكولوجية و السوسيولوجية و الفزيونومية في إعداد هذه الإجراءات لأنها ستشكل فيما بعد محددات و نتائج المكونات التي يتشكل منها نشاط التكوين.

فالتركيز أكثر على الاستقلالية L’autonomie يعتبر حرية نسبية تساعد المدير على استيعاب أنشطة التكوين بفعالية ويستوعب حاضره ويتلاءم مع المستقبل بمستجداته و تحدياته. و من هذا المنطلق نركز أساسا على التكوين الذاتي، هذا المصطلح الذي يشكل مبدأ عاما لكل تكوين والذي جاء في أدبيات بيداغوجية أنـﯕـلوسكسونية (كندا – فرنسا – بلجيكا)، و مواكبة للتكوين الذاتي يجب التحسيس بأهمية التقويم الذاتي Auto-évaluation للأعمال و المشاريع و القرارت المتخذة، كما نود أن يركز التكوين على روح المبادرة L’initiative.حتى يمكن الخروج عن الأنساق المغلقة لفعل التكوين و التي تتجلى في الحصول على معطيات جاهزة يتم التأكد منها في نهاية التكوين و وضـع أنسـاق مخـالفـة يـمـكـن تسميتـها بالأنسـاق المفتـوحـــــــــة Les systèmes ouverts و التي تسمح بتبادل التأثير مع المحيط الخارجي حتى تساير كل التحولات التي تطرأ على هذا المحيط و يجعل بذلك مؤسسة التكوين و من منتوجاتها أدوات و عناصر نشيطة و فاعلة لها مكانها في هذا المحيط ( ذ لحسن مادي) و التكوين الدائم هو بديل للتكوين المقنن بزمان و مكان بحيث كان يعتبر نتيجة نهائية و أما التكوين الدائم فهو عنصر محرك للتغيير، كما أن التكوين الذاتي للمديرين التربويين يساعدهم على تنمية طاقاتهم الفكرية و إذكاء حماسهم الداخلي و إيجاد الحلول للمشاكل المطروحة و المستقبلية وتنمية القدرة على الإنتاج و الإبداع.

و لتحقيق هذه الغايات يجب التخلص من بعض المعيقات كهيمنة التقاليد و الأنماط الفكرية القديمة و الخوف من ثقل السلطات البيداغوجية العليا.في مواجهة الأفكار المتعارف عليها و خرقها، كما أنه يجب تعليم المديرين الجدد كيف يقاومون الذات من أجل التغيير أي رفض كل جديد أو زعزعة المعتقدات السائدة التي تشكل حاجزا بين الراهن والمسقبل.

وأخيرا أود أن أشير إلى اختيارنا لهذا الموضوع ليس من قبيل الصدفة أو الترف الفكري بل هو نابع من إحساسات و تجارب معاشة أثبتت أن تأخر المدرسة المغربية راجع بالأساس إلى عدم نجاعة التكوينات وانتقاء الأطر المناسبة للقيام بالأدوار الفعلية.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره. - جريدة التربية .

إرسال تعليق

0 تعليقات