عيد المرأة.. تاريخ ذكرى بألوان الألم والأمل

عيد المرأة.. تاريخ ذكرى بألوان الألم والأمل
جريدة التربية ::: عيد المرأة.. تاريخ ذكرى بألوان الألم والأمل
جريدة التربية
عيد المرأة.. تاريخ ذكرى بألوان الألم والأمل ::: جريدة التربية jarida-tarbiya.blogspot.com
جريدة التربية ::: عيد المرأة.. تاريخ ذكرى بألوان الألم والأمل 

كل عام يتم التخليد لليوم العالمي للمرأة يوم الـ 8 من شهر مارس في أجواء احتفالية، خاصة في دول أوروبا وأمريكا حيث بلغت الحريات سقفاً لا يُعلى عليه، لكن هذه الإحتفاليات السارة والبهيجة في آن، انبنت على أسس بالغة السواد، كانت السبب المباشر في اعتماد هذا العيد على صعيد العالم أجمع، والذي يعود بكلّ من ينظر إلى عيد المرأة كثقافة انسانية لا كتمثّلاتٍ مناسباتية إلى حدث حقوقي فارق عرفه التاريخ، ، والمتعلق بخروج الآلاف من النساء الأمريكيات إلى شوارع نيويورك سنة 1856 للاحتجاج على الظروف اللاإنسانية التي كن يُجبَرن على العمل فيها، مما دفع مما دفع الساسة وصُناع القرار إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جدول أعمالهم اليومي.

خبز وورود

ورغم كل الجهود التي بذلتها النساء الأمريكيات منذ مظاهرات 1856 لتحصيل مكتسباتٍ حقوقية من الدوائر العليا التي يُسيطر عليها الرجال، فلم يتم التعاطي معها بشكل جدي، ليُقررن الخروج مجدداً سنة 1908، ويحملن في أياديهنّ باقات من الورود وكسرات من الخبز اليابس، مطالبات بتخفيض ساعات العمل، وقف تشغيل الأطفال وتمكينهنّ من حق التصويت في الانتخابات، ليبدأ المجتمع الأمريكي بشكل فعلي في التعاطي مع ثقافة حقوقية جديدة فرضت النساء المناضلات بالمعاناة والاصرار.

ميلاد عيد

بدأ الاحتفال بعيد المرأة سنة 1909، وقد ساهمت النساء الأمريكيات في الترويج لهذه الاحتفالية بأوروبا، غير أن كل بلدٍ على حدة اتخذ يوماً معيناً للاحتفال بها، هذا الاعتراف الأوروبي تمّ تكريسه غداة تنظيم أول مؤتمر دولي للنساء في “كوبنهاغن” الدانماركية، بمشاركة 100 امرأة مناضلة من مختلف المشارب السياسية، قدمنَ من 17 دولة حول لعالم، وذلك قبيل انطلاق المؤتمر الثاني للاشتراكية الدولية الذي كان على جدول أعماله مناقشة شؤون المرأة العاملة. وبمبادرة من الناشطة الاشتراكية الألمانية “كلارا زيتكين”، تمت الموافقة على مقترح الاحتفال بعيد المرأة العالمي رسمياً وعلى نطاق عالمي.

حق أممي

اعتمدت منظمة الأمم المتحدة رسمياً عيد المرأة كاحتفالية سنوية عام 1975، عندما أصدرت قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد يوم الـ 8 من مارس يوماً عالمياً للاحتفال بهذا اليوم سنوياً، لما له من رمزية تظهر نضال المرأة عبر العالم من أجل المطالبة بحقوقها المهدورة، ومن جملة المطالب التي تبنّتها المؤسسة الأممية: إتاحة فرص الحصول على نوعية جيدة من النماء والرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم قبل الابتدائي للفتيات حول العالم، وتمكينهنّ من جميع المراحل التعليمية لاحقاً، القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في شتى الميادين بدءاً بالفضائين الأسري والعملي، القضاء على جميع أشكال العنف في شتى صُورها ضدهنّ كاستغلالهن جنسياً، الاتجار بهن، تعريضهن للزواج المبكر أو القسري وتجنيبهن عمليات الختان.

بالمغرب، اكتسبت الحركة النسائية نضجاً كبيراً وزخماً مكنها من أن تصبح قوة اقتراحية قادرة على المساهمة في صياغة القوانين، وإبداع الوسائل الكفيلة بتحقيقها، ما جعل نضالها من أجل تغيير أوضاع المرأة بالبلاد، لا ينفصل عن الانفتاح الذي طبع الأجواء السياسية زمن الألفية الثالثة، ووجود إرادة سياسية حاملة لمشروع مجتمعي يحاول الاستجابة لتطلعات كل مكونات المجتمع المدني وضمنها الحركة النسائية. وفي كل عام يهلّ فيه عيد المرأة بالمغرب، يُصادف في طريقه مزيداً من المكاسب التي حققتها المرأة على صعيد الأصعدة، والتي تُواصل النضال لأجلها يوماً بعد آخر، في سبيل لقطع الطريق على كل القوى الخفية والرجعية التي حاولت ولا تزال إعاقة تطوير هذا المشروع بالمغرب.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره. ::: جريدة التربية jarida tarbiya .

إرسال تعليق

0 تعليقات