جريدة التربية .. "منحة من أجل النجاح" تحارب الهدر المدرسي لفتيات القرى |
نشر في: هسبريس - محمد الراجي
بتاريخ الاثنين 06 مارس 2017
في مقطع فيديو ترويجي لحملة تقودها جمعية لجنة دعم تمدرس الفتاة في العالم القروي، تحْكي الطفلة شيماء جُزءا من المعاناة التي كانت تتكبّدها حين كانت تتابع دراستها في التعليم الابتدائي؛ وعلى رأسها بُعْد المدرسة عن بيت أسرتها، إذ تشكل الرحلة بين المدرسة وبين المسكن الذي تقيم فيه عذابا يوميا لها وقلقا دائما لأبويْها الخائفيْن عليها.
وكأغلبِ الفتيات القرويات اللواتي تبعُد المدارس عن بيوت أسَرهنّ، ولا تتوفر لهن مراكز الإيواء أو وسائلُ نقل، انكسرت طموحات شيماء وتبددت أحلامُها، وغادرت مقاعد الدراسة مُكرهة لا راغبة. واليوم، تقول شيماء، وهي تتأمّل قريناتها اللواتي أسعفهن الحظ في مواصلة المشوار الدراسي: "مْلّي كنشوف البنات كيْقراوْ كيْبقا فيا الحال بزاف".
في سنة 2000، أطلقت جمعية لجنة دعم تمدرس الفتاة في العالم القروي مبادرة "منحة من أجل النجاح"؛ وهي مبادرة تروم تأسيسَ مراكز إيواء خاصة بالفتيات القرويات، قصْد تمكينهن من مواصلة مشوارهن الدراسي.
وبفضل هذه المبادرة، تمكنت 2900 فتاة قروية، إلى حدّ الآن، من متابعة دراستهن، حيث أنشأت الجمعية 44 مركزا للإيواء تسيّرها 23 جمعية شريكة، في 44 جماعة ترابية في مختلف جهات المملكة.
وبالرغم من تلك المنجزات الإيجابية المحقّقة إلى حدِّ الآن بفضل مبادرة "منحة من أجل النجاح"، فإنَّ نعيمة الصنهاجي، رئيسة جمعية لجنة دعم تمدرس الفتاة في العالم القروي، تقول إنّ ما تحقّق "ليس سوى نقطة في بحر".
وأوضحت المتحدثة، في تصريح لهسبريس، أنّ الهدف الأكبر هو أنْ تتمكّن جميع الفتيات القاطنات في العالم القروي من متابعة دراسهتن، ونيْل حقهنَّ في التعليم الذي ينص عليه الدستور المغربي؛ غير أنّ الصنهاجي تؤكد أنَّ هذه المهمّة يجب أن تنهض بها الدولة وليس المجتمع المدني، "فنحنُ نَعتبر أنَّ تمكين الأطفال المغاربة من التعليم هو واجبُ الدولة، ونحن نساعدُ فقط"، تقول المتحدثة.
ولفتت رئيسة جمعية لجنة دعم تمدرس الفتاة في العالم القروي إلى أنَّ "الجميع يعلم أين تكمن اختلالات المنظومة التعليمية؛ فهناكَ تشخيص، كان التقرير الأخير للمجلس الأعلى للتربية والتكوين آخرَ فصوله، وهناك توصيات، ولكن ينقص التفعيل".
وعن الجانب المرتبط بالتمويل، الذي يعتمد فيه القائمون على مبادرة "منحة من أجل النجاح" على تبرّعات الشركات والأشخاص الذاتيين والمنظمات الدولية، وبعض السفارات الأجنبية؛ تقول نعيمة الصنهاجي إنَّ الجمعية لا تتوفر على موارد مالية قارة لتدبير المصاريف الكثيرة التي يتطلبها تسيير مراكز إيواء التلميذات.
يذكر أن مجموعة من النجوم المغاربة، من فنانين ورياضيين وشخصيات عمومية، شاركت، خلال سنة 2012، في الحملة التي أطلقتها جمعية دعم تمدرس الفتاة في العالم القروي، والتي رمَتْ إلى فتح نقاش وتحسيس الرأي العام بالمشاكل التي تعوق تمدرس الفتيات في العالم القروي.
0 تعليقات