عرض قيم حول علم النفس النمو

عرض قيم حول علم النفس النمو
جريدة التربية ::: عرض قيم حول علم النفس النمو
جريدة التربية
جريدة التربية
السبت 07 يناير 2017

عرض قيم حول "علم النفس النمو"

تعريف علم نفس النمو
* " تھتم سیكولوجیا النمو بدراسة وتتبع مراحل النمو الفكرية والوجدانیة والحسیة الحركیة ، عند الكائن البشري بھدف تحديد خصائص ھذه المراحل وآلیاتھا المتنوعة التي توجه وتحدد مختلف السلوكات التي تصدر عن ھذا الكائن ".
* يرى ولمان wolman أن النمو والاتقاء بالمعنى السیكولوجي " يعني الزيادة في التعقید وتنظیم العملیات والبناء من المیلاد إلى الوفاة وذلك نتیجة كل من النضج والتعلم ".
* النمو حسب منظور بیاجي: " تطور موجه من قبل احتیاجات داخلیة للتوازن يتسم بنزوع العضوية نحو التكیف مع عالم الناس والأشیاء مع البیئة الاجتماعیة والمادية ".
* إن النمو النفسي - باعتباره علما ودراسة - يسعى إلى تحقیق ھدفین رئیسین :
1- وصف سلوك الطفل في كل مرحلة من مراحل حیاته .
2- معرفة أسباب التغیرات التي تطرأ على السلوك في مختلف مراحل النمو التي يجتازھا الإنسان .

بعض طرق البحث في علم النفس النمو
باعتبار أن الكائن الإنساني ظاھرة معقدة فإن طرق دراستھا ومناھج البحث فیھا ستعدد وتختلف . وبغض النظر عن استخدام ھذا المنھج أو ذاك فإن الدراسات السیكولوجیة يمكن أن تصنف حسب مقاربتین :
* الطولیة : وتعني (كمثال) ملاحظة طفل أو مجموعة أطفال وإجراء الاختبارات علیھم وتتبعھم وتسجیل التغیرات التي تطرأ على السلوك.
* المستعرضة : فإنھا تقوم بدراسة أفراد من مختلف مراحل العمر في نفس الوقت وتقارن بین خصوصیاتھم .

وھذه بعض الطرق التي يمكن اعتمادھا في علم النفس النمو:
- الملاحظة : ففي طريقھا يتم جمع المعلومات التي تساعد على تحديد المشكلة ومتابعتھا في مختلف أطوار تغیراتھا ، سواء باعتماد الحواس وتسجیل وتجدر الإشارة أن للملاحظة العلمیة شروطا . Gesel البیانات أو اللجوء إلى الوسائل التكنولوجیة كآلات التسجیل والكامیرا أو حجرة الملاحظة التي أنشأھا جیزل لابد من مراعاتھا كالإعداد واختیار العینة وتحديد السلوك وتسجیله فوريا وغیر ذلك من الاعتبارات التي تتجاوز الملاحظة التلقائیة
- الروائز : ھناك اختبارات نفسیة تھتم بدراسة الشخصیة كاختبارات الإسقاطیة . وھناك اختبارات نفسیة تدرس الخصائص العقلیة كمستوى الذكاء والقدرات ، وأخرى تقیس التحصیل المعرفي ... الخ، ولھذه الروائز شروط علمیة كالصدق والصلاحیة والثبات . كما لابد من التدريب على توظیفھا وأخذ بعین الاعتبار مراعاتھا للبیئة والشروط الثقافیة .
- دراسة الحالة : وتسعى إلى جمع كل المعلومات الممكنة عن الفرد سواء بمقابلته أو مقابلة أھله أو اعتماد مصادر أخرى كالمدرسین والرفاق ... الخ - وفي مجال - تستخدم خاصة مع الأطفال الذين يعانون من مشاكل معینة . وھي أيضا تعتمد خطوات علمیة كتحديد الحالة وتاريخھا والوقوف على تجلیاتھا وتشخیصھا وتقییم البیانات وغیر ذلك من الشروط المنھجیة .
- اللعب : وھو لا يختلف عن الأسالیب الاسقاطیة حیث يمكن - بالنسبة للأطفال من الكشف عن جوانب عمیقة من دواتھم من غیر أن يحسوا بذلك فھو تعبیر رمزي عن رغبات محبطة أو متاعب لاشعورية ، وبالإضافة إلى استخدامه لأغراض تشخیصیة صرفة ( معرفة مشكلات الطفل العاطفیة ) فإنه قد يستخدم كطريقة علاجیة وباعتباره وسیلة لتفريغ شحنات الطفل الانفعالیة .

مفھوم المرحلة في علم النفس النمائي
إن علماء النفس الذين قاموا بملاحظة الأطفال وتتبع نموھم ، كانوا يعتنون بدقة بتسجیل الأيام والشھور والسنوات والتغیرات التي ترافق ذلك ، وكلما تجمعت لدى الملاحظین للسلوك عبر طريقة الملاحظة الطولیة أو المستعرضة مجموعة من البیانات إلا ولجئوا الى ترتیبھا وتصنیفھا والمقارنة بین مختلف الأطفال وھذا ما جعلھم يقدمون لوائح بوقائع النمو وظواھره حسب مرحلة أو فترة زمنیة يجتازھا الطفل ، على أساس أن ھناك خصائص وأنشطة وسلوكات تمیز كل مرحلة . لكن مع ذلك ينبغي التعامل مع ھذا المفھوم بكیفیة تجعلنا نوظفه بشكل إيجابي ونعني دلالة استخدامه معتبرين :
* وجود مراحل لا يعني فقرات متقطعة ومنفصلة عن بعضھا فالنمو ھو سلسلة متلاحمة الحلقات .
* استخدام مفھوم المراحل ھو استخدام منھجي ووظیفي والمقصود به مجموعة من مظاھر السلوك التي تمیز سنا معینا .
* التسلیم بوجود مراحل لا يعني وجود محطات ثابتة يمر بھا كل الأطفال في وقت معین ، بل لابد من اعتبار الفروق الفردية التي تمیز الأطفال في تطورھم نحو النضج .
* المرحلة لیست وحدة متجانسة فبدايتھا تختلف عن وسطھا مثلما تختلف عن نھايتھا .

نظريات النمو
النموذج النظري أداة منھجیة لشرح وتفسیر الظواھر والعلاقات القائمة بینھا ولكل نموذج جھازه المفاھمي ومبادئ تفسیرية توضح العلاقة بین الظواھر والمتغیرات . وتعتبر النظرية مرحلة أخیرة في تحلیل المعطیات المتعلقة بمجال معین وھي تقوم بوظیفة اختصار مختلف المراحل والمعطیات التي مر منھا البحث العلمي في تفسیر ظاھرة معینة . كما تقوم بإنشاء أنساق تفسیرية أو شبه تفسیرية بكیفیة ملتحمة ونسقیة . ويمكن اعتبار نظرية التحلیل النفسي سواء مع فرويد أو في بعده الاجتماعي مع إريكسون وكذا النظرية التكوينیة مع جان بیاجي ، من أھم النظريات التي قاربت النمو وحددت مراحله وأغنت البحث السیكولوجي متجاوزة ظاھرة النمو إلى الابستومولوجیا والتربیة والعلاج النفسي .

أ - نظرية التحلیل النفسي( فرويد) :
نظرية يغلب علیھا الطابع البیولوجي . فالطفل حسب فرويد يولد وھو مزود بطاقة غريزية قوامھا الجنس والعدوان وھي ما أطلق علیه اسم " اللبیدو " وھذه الطاقة تدخل في صدام مع المجتمع ، وعلى أساس شكل الصراع ونتیجته تتحدد صورة الشخصیة في المستقبل . إن النضج البیولوجي ھو الذي ينقل الطفل من مرحلة إلى أخرى . لكن طبیعة المواقف التي يمر بھا ھي التي تحدد النتاج السیكولوجي لھذه المراحل ، ومدى انتظام سیر الطاقة في خطھا المرسوم أو تعثرھا وتخلفھا .

ب - نظرية النمو المعرفي (بیاجي ) :
يسلم بیاجي بأن الأطفال يرثون اتجاھین أساسین : التنظیم (وھو الاتجاه إلى ترتیب وتنظیم العملیات في أنساق متماسكة ) . والتكیف ( وھو الاتجاه إلى التوافق مع البیئة ) . وكما أن عملیة الھضم البیولوجي تحول الطعام إلى شكل أو صورة يستطیع جسم الطفل أن يستخدمه . كذلك يرى بیاجي أن العملیات العقلیة تحول الخبرات إلى شكل يمكن الطفل من استخدامه في المواقف الجديدة . وكما ينبغي أن يحتفظ بالعملیات البیولوجیة في حالة توازن فإنه ينبغي أيضا أن تحقق العملیات العقلیة التوازن وھذه العملیة ھي شكل من تنظیم الذات يتیح للطفل أن يحقق الانسجام والاستقرار في تصوراته عن العالم وأن يحول اللاتوازن في خبرته لكي تصبح أمرا مفھوما .

ج - نظرية التحلیل النفسي الاجتماعي (إريكسون) :
بخلاف فرويد لايھتم إريكسون بالنمو النفسي - الجنسي وإنما يركز على الذات الشعورية عوض الدوافع اللاشعورية . فھو ينظر إلى النمو كما لو كان بحثا مستمرا عن الھوية . حیث يقوم خلاله كل فرد بإنجاز أعمال تبعا لنظام محدد . وفي أعمال تظھر على شكل اختیار متعدد الوجوه يسبب خوفا من الأزمة . وكل عمل أو انجاز يرتكز على نمو أحد أوجه الھوية .

خصائص النمو الجسدي ومتطلباته في مرحلة التمدرس: 6 - 12 سنة
يعرف الطفل نضجا حركیا فعالا على مستوى الحركات العامة (المشي ، الجري ، القفز ) أما الحركیة الدقیقة (الكتابة ، الرسم ، العزف) فإنه يبقى محدود الفعالیة الإجرائیة نظرا لعجزه عن السیطرة العصبیة- الفیزيولوجیة على العضلات والأعصاب السیكوحركیة الدقیقة فھو قادر على الكتابة مند السادسة . إلا أنه تنقصھا الدقة والتماسك والسرعة والتوازن والانسجام مع فضاء الورقة .
الأطفال في الصفوف الابتدائیة (خاصة الأولى) في حاجة إلى فترات للراحة ويطرأ علیھم التعب بسھولة نتیجة للجھود الجسمیة والعقلیة التي يبدلونھا .
لا تتكیف العینان تكیفا تاما حتى يصل معظم الأطفال إلى حوالي الثامنة من أعمارھم . وينتج عن ذلك أن الكثیر من التلامیذ في القسم الأول والثاني قد يجدون صعوبة في التركیز على الحروف الصغیرة أو الأشیاء الدقیقة .
ما إن يبلغ الطفل الصفوف العلیا من المدرسة الابتدائیة حتى يطرد نمو المھارات العضلیة لديه ويستطیع أن يسیطر على الحركات الدقیقة بأنامله ، الأمر الذي تتطلبه الكتابة والرسم والأعمال الیدوية وغیر ذلك من الأنشطة التي تحتاج إلى دقة في الحركة والأداء .
تزداد قوة الأولاد وتحملھم ، ويستمتعون باللعب الخشن وكثیرا ما يعرضون أنفسھم للأذى والضرر .
تحدث زيادة مفاجئة ونمو معظم البنات وبعض الأولاد ذوي النضج المبكر . فالبنات من سن الحادية عشرة إلى الرابعة عشرة في المتوسط أطول قامة وأثقل وزنا من الذكور .
تصل كثیر من البنات إلى البلوغ ، وتبدأ الخصائص الثانوية للجنس في الظھور ، ويشیع الاھتمام بموضوع الجنس وحب الاستطلاع . متوسط عمر البنات عند البلوغ بین 12 و 14 سنة ويتراوح المدى بین 9 و 16 سنة ، أما الذكور فالمتوسط ھو 14 سنة والمدى بین 11 و 18 سنة .
عند الانتقال إلى بداية البلوغ والمراھقة فإن الضبط والتآزر والتنظیم الحركي يحدث بعض الاضطراب فیجعل من المراھق في البداية شخصا غیر حدق فلا يصیب أھدافه الحركیة بسبب التغیرات النمائیة السريعة واحتیاجه إلى إدراك أبعادھا الجديدة .

خصائص النمو المعرفي ومتطلباته في مرحلة التمدرس: 6 - 12 سنة
طبیعة التفكیر في بداية ھذه المرحلة ما زال يطغى علیه الجانب الحسي . إلا أنه تفكیر حسي غیر مباشر ، لأنه لم يعد ملتصقا بالإدراك المباشر ، كما أن التمركز حول الذات يحول دون صفاء إدراكه للأشیاء باعتبارھا موضوعات مستقلة عنه .
إن سن السابعة في نظر بعض السیكولوجین ھي سن النقد الذاتي وسن بداية التعلیل قبل القبول أو النفي . والتفسیرات التي يقدمھا الطفل للأشیاء ، لم تعد تفسیرات تطابق رغباته وإنما تفسیرات تحتكم إلى الواقع .
تفكیر الطفل منذ بداية ھذه المرحلة أصبح يتجاوز المحسوس المباشر ، والظواھر التي يلاحظ تؤخذ في كلیتھا وترتبط فیما بینھا بنسق من العلاقات التي تتیح تصحیح الحدس الحسي الذي كان يؤخذ من قبل كأنه شيء مطلق .
يصبح الطفل قادرا على استخدام قابلیة الحدس كإوالیة ذھنیة . وضبط مفھوم الاحتفاظ بالوزن والجسم . وكذلك مفاھیم التعدي transitivité. والتمییز بین الجزء والكل والعلاقة بینھما . بالإضافة إلى قدرته على استعمال منطق التفاضل والنسبیة (أكبر من ، أصغر من ) والذي يستطیع بواسطة إقامة علاقة السلسلة sériation الترتیبیة للأشیاء على أساس محددات كمیة . وھذا ضروري لفھم العلاقات بین الأعداد .
أطفال ھذه السن يحبون الكلام وھم شغفون بالتسمیع سواء عرفوا الجواب الصحیح أم لم يعرفوه .
باكتشاف الأطفال قوة الكلمات يجربون اللغة البذيئة أو السوقیة ويحاولون إثبات دواتھم عبرھا .
أطفال المدرسة الابتدائیة محبون للاستطلاع متباھون بمعرفتھم وھم في نفس الوقت سريعو الانتقال من میل إلى آخر .
ھناك فروق بین الجنسین في القدرات الخاصة وفي الأداء المدرسي . حیث تتفوق البنات في الطلاقة اللفظیة والقراءة ، أما الذكور فیتفوقون في الاستدلال الرياضي وما يتطلب علاقات مكانیة واستبصارا . ومؤقتا تحصل الفتیات على الدرجات الأعلى في المدرسة وربما ذلك ناتج عن رغبتھن في إرضاء الآخرين ، في حین يمیل الذكور الى القیام بالأعمال التي تثیر اھتمامھم .

خصائص النمو الانفعالي ومتطلباته في مرحلة التمدرس: 6 - 12 سنة
تعرف ھذه المرحلة طبیعة انفعالیة ھادئة نسبیا ، وذلك لدخول الطفل - حسب التحلیل النفسي - في مرحلة الكمون مما يوفر ويخزن طاقته العاطفیة والجنسیة استعدادا لظھورھا في مرحلة البلوغ والمراھقة . بالإضافة إلى الطاقة العاطفیة والشحنات الانفعالیة التي كانت تتمركز حول الأبوين والتي أصبحت تجد لھا موضوعات أخرى تستثمرھا خارج إطار الأسرة .
يؤدي نمو الضمیر أو الأنا الأعلى إلى خلق عالم المراقبة والشعور بالذنب لدى الطفل وذلك من جراء تشريبه للأوامر والنواھي الاجتماعیة . باعتبارھا مؤشرا على وجود المراقبة الذاتیة وبداية وظیفتھا .
يلاحظ لدى أطفال ھذه المرحلة نوع من الإحساس بالذات مما يدفعھم من حین لآخر الى نوع من التأمل الذاتي والذي يدفعھم بدوره إلى الانعزال المؤقت ولو لوقت قصیر . وھي مؤشرات سلوكیة لما سیظھر بشكل واضح في مرحلة المراھقة .
يصبح أطفال ھذا العمر يقظین ومتنبھین لمشاعر الآخرين . كما يكونون حساسین للنقد والسخرية ، ويجدون صعوبة في التوافق بإدخال السرور على الراشدين ويحبون أن يساعدوا ، ويستمتعون بالمسؤولیة .
تكون الاضطرابات السلوكیة في قمتھا في الصفوف الأخیرة من المدرسة الابتدائیة . والأولاد أكثر مشكلات من البنات . وتفسر ھذه الظاھرة في ضوء الضغوط الأسرية والتفاوت في التسامح مع السلوك عند الأطفال من طرف الراشدين . ومن المشكلات الشائعة بین الجنسین والتي كشفت عنھا البحوث : الغیرة - النشاط الزائد - الرغبة في إثارة الاھتمام - التنافس والوشاية والكذب والنوبات المزاجیة والسرقة . ويغلب على البنات الخجل والحساسیة الزائدة والتذبذب الانفعالي .


مراحل النمو النفسي عند سيجموند فرويد

- المرحلة الفمية : ويمكن تقسيمها إلى طورين :
* المرحلة الفمية المصية وتشمل العام الأول من حياة الطفل الذي يأخذ لذته من المص لأن الإشباع النموذجي في هذه المرحلة هو مص ثدي الأم وفي غيابه يضع الرضيع أصبعه كبديل لثدي الأم ، إنها مرحلة الإدماج المبنية على الأخذ .
* المرحلة العضية ، لأن اللذة هذه المرة تكون من خلال العض وذلك بسبب التوتر الناتج من عملية التسنين . وأول ما يعض هو ثدي الأم وبسحبها له يعاني الطفل أول إحباط أو عقاب ويدخل لأول مرة في الصراع النفسي والمتمثل في الرغبة في العض والخوف من غضب الأم وعقابها .أي معاناة التناقض الوجداني . فالطفل يحب ويكره الموضوع ) الشخص ( الواحد في نفس الوقت . حسب ما يناله من إشباع أو إحباط من طرفه .

- المرحلة الشرجية : وتشمل العام الثالث حسب تنقل منطقة الإشباع الشهوي من الفم إلى الشرج ويأخذ الطفل لذته من تهيج الغشاء الداخلي لفتحة الشرج عند عملية الإخراج ويمكن أن يعبر الطفل عن موقفه أو اتجاهه إزاء الآخرين بالاحتفاظ بالبراز أو تفريغه فيي الوقت أو المكان غير المناسبين . والطابع السائد للسلوك في هذه المرحلة هو العطاء ويغلب على مشاعر الطفل المشاعر الثنائية أيضا كما في المرحلة السابقة .

- المرحلة القضيبية : تشمل العامين الرابع والخامس ينتقل فيها مركز الإشباع من الشرج إلى الأعضاء التناسلية . ويحصل الطفل عن لذته من اللعب بأعضائه التناسلية . إنها مرحلة عقدة أوديب حيث يميل الطفل الذكر إلى أمه وينظر إلى أبيه كمنافس له في حب الأم .. وتميل الطفلة الأنثى إلى الأب وتشعر بالغيرة من الأم . في الظروف الطبيعية ينتهي الموقف الأوديبي بتوحد الطفل مع والده من نفس الجنس ، ويتخذه نموذجا ويبدأ في تشرب قيمه الثقافية . وإذا حدث ما يعرقل سير النمو فإن علاقة الطفل) الذكر( بأمه تظل قوية وتتعطل عملية التوحد بأبيه أو تضطرب علاقة الطفل بوالديه معا مما يترتب عنه اضطرابات في الشخصية أو السلوك فيما بعد .

- مرحلة الكمون : بتصفية مركب أوديب والتوحد مع الوالدين نفس الجنس يدخل الطفل في مرحلة ينصرف فيها عن ذاته إلى الانشغال بمن حوله وبما حوله - مرحلة تمتد من سن السادسة حتى حدوث البلوغ إنها مرحلة تقدم كبير في النمو العقلي والانفعاليي والاجتماعي ... يكون الطفل فيها حريصا على الامتثال لأوامر الكبار ونواهيهم للحصول على رضاهم وتقديرهم . إنها مرحلة هدوء من الناحية الانفعالية .

- مرحلة الجنسية الراشدة : حيث تأخذ الميول الجنسية الشكل النهائي لها . أي حصول الفرد السوي على لذته من الاتصال الجنسي  الطبيعي من فرد من الجنس الآخر ويتكامل في هذا الاتصال الميول الفمية والشرجية لبلورة الجنسية السوية .
باختصار شديد النمو السوي هو تحصيل الإشباع المناسب لكل مرحلة نمائية .أما إذا تعطلت مسيرة النمو فقد ينتج عن ذلك إما التثبيت وهو عدم القدرة على تجاوز المرحلة إلى التي تليها . أو النكوص وهو الرجوع إلى مرحلة سابقة لعدم القدرة على مواجهة المرحلة الجديدة .

مراحل النمو المعرفي عند بياجي

1 – المرحلة الحسية الحركية ( من صفر إلى سنتين ) :
يلاحظ أن الرضيع يمارس نشاطا حسيا حركيا ، يتكون من خلال عمليتي الاستيعاب والتلاؤم مع مقتضيات المحيط . أي أن العمليات الحسية والحركية هي صلة الوصل بين الذات والمحيط أثناء الاحتكاك بينهما . وهي مرحلة ضرورية في بناء وتكوين البنيات الذهنية للمرحلة اللاحقة . بمعنى آخر يتوجب على الطفل أن يقوم بتنفيذ مجموعة من الأفعال الواقعية قبل أن يجعلها موضع تفكير . ولعل ما يميز أيضا هذه المرحلة هو ذلك التمركز حول الذات . فبالنسبة لطفل هذه المرحلة لا وجود لمكان أو أشياء مستقلة عن ذاته . فكل المواضيع هي عبارة عن سلسلة من الأماكن غير المنسجمة والمتمركزة حول ذاته .
وقبل سن العامين يستطيع معظم الأطفال أن يستخدموا خططا اكتسبوها لكي يندمجوا في سلوك المحاولة والخطأ العقلي والجسمي .

2 – مرحلة ما قبل العمليات ( 2 – 7 سنوات ) :
يتمركز تفكير الأطفال في سن ما قبل التمدرس على اكتساب الرموز)الكلمات( التي تتيح لهم الإفادة من الخبرة الماضية بدرجة أكبر وتسمح لهم بتمثل Représenter بشيء بواسطة شيء آخر . إنها الوظيفة الرمزية والتي تجعل التفكير ممكنا لدى الطفل . وتنعث هذه المرحلة أيضا بمرحلة الذكاء الحدسي لأن الطفل يصدر أحكاما أو يقوم بأفعال غالبا ما تأخذ بعين الاعتبار بعدا واحدا للموضوع وتغفل أبعادا أخرى . وأطفال هذه المرحلة غير قادرين على قلب أو عكس الأفعال عقليا . ولأنهم لم ينغمسوا بعد في التفكير الإجرائي سميت المرحلة ما قبل الإجرائية أو ( العملياتية ) .

3 – مرحلة العمليات المشخصة ( 7 – 12 سنة ) :
إن الأطفال التي تزيد أعمارهم عن سبع سنوات يقدرون على قلب الأفعال عقليا ، لكن تفكيرهم العملياتي محدود بالأشياء الماثلة فعلا في الحاضر والتي يخبرونها على نحو عياني ومباشر ، لذلك سميت بمرحلة العمليات العيانية ويمكن توضيح طبيعتها باكتساب الطفل لأنواع مختلفة من العمليات العقلية كالترتيب والتصنيف Sériation والانعكاسية Réversibilité والعلاقات والأعداد . لكن في ارتباطها بما هو عيني ومشخص . ولم يرق تفكيرهم بعد إلى التعامل مع الفرضيات أو حل المشكلات بالتعميم والنقل من موقف لآخر أو استنتاج العلاقات النسبية بين الأشياء ولن يتأتى للطفل ذلك إلا حوالي نهاية المرحلة الابتدائية .

4 – مرحلة العمليات الصورية ( حوالي 12 فما فوق ) :
ما يميز هذه المرحلة هو قدرة الطفل على التخلص من المحسوس أو العياني Concret وإخضاعه إلى مختلف التغيرات الممكنة . إن المراهق يصبح قادرا على التعامل مع الفرضيات والاستدلال عبر قضايا لغوية دونما حاجة إلى ارتباطها بما هو واقعي . إن هذه المرحلة تشكل بداية التفكير الفرضي الاستنباطي والقدرة على اتخاذ القرارات بطريقة الاستقراء والاستنباط ومعالجة المشكلات بشكل منظم ونسقي . والتفكير في الأشياء واستحضار صور ذهنية عن طريق تصور حوادث لم يسبق أن واجهها والتفكير في بدائل تتجاوز الواق يرى بياجي أن العمليات العقلية تحول إلى شكل يمكن الطفل من استخدامه في المواقف الجديدة . وكما ينبغي أن يحتفظ بالعمليات البيولوجية في حالة توازن فإنه ينبغي أيضا أن تحقق العمليات العقلية التوازن وهذه العملية هي شكل من تنظيم الذات يتيح للطفل أن يحقق الانسجام والاستقرار في تصوراته عن العالم وأن يحول اللاتوازن في خبرته لكي تصبح أمرا مفهوما .

مراحل النمو الاجتماعي عند إريكسون

* مرحلة الثقة مقابل عدم الثقة ( من الميلاد حتى السنة الثانية ) :
إن الاتجاه النفسي الاجتماعي الذي على الوليد تعلمه في هذه المرحلة هو الثقة في العالم . وينمي هذه الثقة الاستمرارية في إشباع حاجاته الأساسية عن طريق الوالدين . أما إذا كانت الرعاية الو الدية قاصرة وغير منسقة أو سلبية فإن الطفل سوف يتعامل مع العالم بخوف وشك وينمي لديه الاعتقاد بأن العالم غير آمن ولا يمكن الثقة به .

* مرحلة الاستقلال مقابل الشك ( السنة الثالثة )  :
على أطفال هذه المرحلة أن يحققوا قدرا من الاستقلال . فإذا أتيح لهم الحب وشجعوا على أن يعملوا ما يقدرون عليه بطريقتهم وتحت إشراف الوالدين أو المربين فإنهم ينمون إحساسا بالاستقلال الذاتي . أما إذا قام المربون بالأعمال نيابة عن الطفل فإنهم يشككونه في قدرته على التعامل مع البيئة لذا يجب الابتعاد عن كل ما بإمكانه إخجال الطفل وتشكيكه في ذاته .

* مرحلة المبادرة مقابل الخجل ( 4 – 5 سنوات ) :
إذا أتيح لطفل الرابعة والخامسة الحرية للاكتشاف والارتياد والتجريب وإذا تعامل المربون مع أسئلته بشكل إيجابي ، فإنهم ينمون لديه اتجاها إيجابيا نحو المبادرة . أما إذا كان التعامل مع أنشطته سلبيا فسينمي لديه الشعور بالإثم في كل ما يفعل على نحو مستقل .

* الاجتهاد مقابل النقص ( 6 – 12 سنة )  :
بالتحاق الطفل بالمدرسة يسيطر على سلوكه حب الاستطلاع والأداء إنه يتعلم كيف يحصل على التقدير عبر اجتهاده ونجاحه في الأداء . والخطر في هذه المرحلة أن نخبر الطفل مشاعر النقص والدونية عن طريق إحباطه ومعاملة جهوده باعتبارها مضايقة أو فاشلة .

* الهوية مقابل تميع الهوية ( 12 – 18سنة ) :
الهدف في هذه المرحلة ، تنمية الهوية والاستقلال عن الوالدين وتحقيق النضج الجسمي . والخطر الذي يتعرض له الشاب في هذه هو الخلط في الدور وخاصة التشكيك في الهوية الجنسية والمهنية .

* مرحلة الألفة مقابل العزلة ( 18 – 35 سنة ) :
لكي يخبر الفرد نموا مشبعا ومرضيا في هذه المرحلة فإنه يحتاج إلى تكوين علاقة حميمية بشخص من الجنس الآخر . والإخفاق في هذا العمل يؤدي إلى الإحساس بالعزلة.

* مرحلة الإنتاج مقابل الركود ( 35 – 60 سنة ) :
إنها مرحلة اهتمام الفرد بإرشاد وتوجيه الجيل القادم وترسيخ أقدامه والذين يعجزون عن الاندماج في عملية التوجيه ، يصبحون ضحايا التقوقع داخل الذات والركود.

* مرحلة التكامل مقابل اليأس ( 60 سنة إلى الموت ) :
التكامل هو تقبل الفرد لدورة حياته باعتبارها هي الدورة المناسبة له واليأس تعبير عن أن الزمن الآن قصير لا يسمح بالبدء في حياة جديدة وتجريب طرق بديلة لتحقيق التكامل .

مراجع يمكن الاعتماد عليها للتوسع أكثر في الموضوع:
* أحمد أوزي " سیكولوجیة الطفل نظريات النمو النفسي ومراحله " مطبعة النجاح الجديدة البیضاء 1998،
* سلسلة التكوين التربوي، العدد الأول - مطبعة النجاح الجديدة - البیضاء الطبعة الأولى 1994،
* علم النفس التربوي د جابر عبد الحمید جابر دار النھضة العربیة القاھرة 1977،
* عبد الكريم غريب : " المنھل التربوي معجم موسوعي في المصطلحات والمفاھیم البیداغوجیة والديداكتیكیة " الجزء الثاني الطبعة الأولى 2006 مطبعة النجاح الجديدة البیضاء.
* سلسلة التكوين التربوي العدد السادس مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء 1997،


تحميل الموضوع:

إرسال تعليق

0 تعليقات