جريدة التربية .. تعرف على مدمرات الموهبة لدى الطفل والمتعلم |
جريدة التربية
السبت 04 مارس 2017
نعلم جيدا أن نمو الانسان البدني يرافقه نمو العقل بفضل ما يكتسبه الانسان من تعلمات منذ طفولته الأولى إلى أن يغدو شابا ، فهذا النمو العقلي يمس جانبا هاما من حياته كونه أساس تعاملاته مع الغير كأن يكوّن صداقات أو يميز بين الخطأ والصواب ، أو أن يتعلم مهارات متعددة ...
لقد لاحظت أناسا في سن الطفولة موهوبون جدّا ، لديهم قدرة عجيبة على حفظ سور وآيات طوال ، وحتى بعض الأناشيد رغم أميّتهم وجهلهم بالقراءة والكتابة حتى أنهم يجهلون معنى ما يحفظون ، و ما زاد إعجابي هو أنهم يعتمدون على سمعهم فقط فيما يحفظون.!
إن مثل هذه المواهب لو وجّهت ودعمت من قِبل الآباء فأعتقد جازما أننا سنُخرج جيلا فذّا في تعلماته وتفكيره وأدائه ، لكن وللأسف نرى ونشاهد كل يوم قتل هذه المواهب .فكيف لنا حفظ مثل هذه القدرات وتفجيرها في وقتها المناسب ؟.
لو نظرنا حولنا وتأملنا في تصرفاتنا مع أبنائنا وبناتنا لوجدنا أننا نحن المتهم الوحيد والمجرم الأول في تدمير موهبة أبنائنا ، قد تتساءلون كيف ؟ سأذكر لكم بعض هذه الأعمال المدمرة لموهبة الطفل قبل أن يشب ويُعتمد عليه ، وأنتم تحكمون على أنفسكم.
1- الضرب على الوجه:
اسأل نفسك كم مرة ضربت ابنك على وجهه ، أو تلقى اللطم على الوجه من شخص آخر كمعلمه مثلا ...وتذكر هدي النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه وفي لفظ إذا ضرب أحدكم. ودعني أخبرك إلى جانب هذا النهي هذه الحقيقة العلمية الضرب على الوجه يقتل 300-400 خلية عصبية في الدماغ في حين أن المسح على الرأس يخلق خلايا دماغية جديدة.2- الألعاب الإلكترونية:
فهي تقتل الذكاء الاجتماعي والذكاء اللغوي. وتسبب استهلاك خلايا الدماغ قبل أوانها وعندما يكبر الطفل يفتقد إلى بعض المهارات.ففي بعض المدن يوجد مركز خاص باسم ضحايا الإلكترونيات: عدد كبير من الأطفال في غيبوبة من الألعاب الإلكترونية.
3- السخرية من الأم أمام ابنها:
ظاهرة لا ينكرها أحد إذا أنت أهنت القدوة الوحيدة لابنك في سنواته الأولى والمعلم المباشر له فهذا يجعل الطفل يركن للانطواء والخوف والتوقف عن التفكير السليم، لأن الطفل يستمد الموهبة من أمه حسب آخر الدراسات في الجانب النفسي.4- السخرية من أفكار الطفل:
إن أي كلام يعبر عن رأيك تجاه عمل ولدك يؤخذ بشكل جِدّي من قبل ابنك . فإذا سخرت من عمله أو علقت بشكل سلبي على أدائه فإن ذلك يحبط من عزيمته ويفقده الثقة في نفسه ، ويحدّ من إنتاجيته ويجعل الدافعية لديه متدنية .وتزداد سوءا إذا تعرض للسخرية أو العتاب أو التعليق في جماعة من الناس حتى وان كانو ا إخوته .5- قفل باب الحوار مع الطفل:
قفل باب الحوار مع الطفل منذ الصغر بحكم العادات والتقاليد الخاطئة السائدة في كثير من مجتمعاتنا ،يُسهم في قتل الذكاء اللغوي والاجتماعي لديه. فأسئلة الطفل الكثيرة دليل على عقل نشط وعلى دقة الملاحظة وحب الاستطلاع والمعرفة لديه.لا تنهر طفلك على سؤال سأله بل أشعره إنك مستعد للإجابة على جميع أسئلته.. وإذا كنت مشغول فعليك إخباره أن هذا الوقت لا يناسبك للإجابة على أسئلته ، وكن حريصا على المبادرة بالإجابة فور فراغك من انشغالك ..
كن حريصا على عدم امداد الطفل بمعلومات خاطئة مهما كان الأمر محرج ، فالطفل يستطيع اكتشاف الكذب بسهولة ،وهذا يهز ثقة طفلك فيك. ليس من العيب أن تقول لطفلك أنتظر لـ أبحث لك على المعلومة ويا حبذا لو عوّدته على البحث معك عنها واستخراجها من الكتب ..
6- تهميش الأطفال وتعنيفهم:
من مدمرات المواهب لدى الأطفال هي تهميشهم وأمرهم بالسكوت وتعنيفهم في المناسبات مثلاً.7- العادات الغذائية الخاطئة:
إضافة إلى هذه السلوكيات والتصرفات الخاطئة ، لابد من تسليط الضوء على بعض العادات الغذائية الخاطئة والتي علينا أن نولي لها اهتماما عظيما لأنها تؤثر بشكل كبيرعلى التحصيل العلمي لدى أبنائنا نذكر منها:- الإقلال من شرب الماء أثناء التعليم:
الإقلال من شرب الماء بالذات أثناء التعليم فالدماغ يتكون من 75 ٪ من الماء يجب كل خمس وأربعين دقيقة شرب كوب من الماء، وإذا لم يشرب يصدر الجسم حركات لاإرادية ( كحة - عطس - يحرك الكرسي- يسحب الطاولة، يظهر للمربي أنه يفتعل الإزعاج ).- عدم تناول وجبة الإفطار:
عدم تناول وجبة الإفطار مما يؤدي لانخفاض معدل السكر بالدم لديهم وهذا يقود إلى عدم وصول غذاء كاف لخلايا المخ مما يؤدي إلى عدم كفاءتها .الحذر من الوجبات السريعة.
8- التعليم بالتلقين وعدم مراعاة ميول وقدرات التلميذ:
له ايجابياته في حفظ متون المعارف ولكن اذا اقتصر الأمر على إجبار التلميذ باسترجاع تلك المعارف فقط دون التساؤل والبحث فيها فهذا من شأنه أن يجعل المتلقي – التلميذ- في حالة ضغط شديدة .وبالاستمرار يفقد المتعلم القدرة على الابداع وتُقتل فيه روح الفضول وحب الإطلاع .9- عدم تمكين التلاميذ من عيش طفولتهم الطبيعية وإغراقهم في الأنشطة التعليمية:
إن فرض التعليم الأكاديمي على الأطفال وإغراقهم في الأنشطة التعليمية، و اهمال حاجتهم للعب يصنع لدى الطفل ثغرة لا يمكن سدها عندما يكبر وهذا يظهر في جانب كبير من شخصيته ، فتنشألديه طفولة متأخرة أو عداء كبير للمجتمع.فنذكر مثالا شائعا ومشاهدا هو الكتابة على الجدران فمردّها عدم تمكين الطفل من الكتابة الحرة في السنين الأولى ،كما أن إلزام الطفل تصغير خطه في المرحلة الإبتدائية يفقده الثقة في نفسه فالخط الكبير له دلالة قوية على الثقة بالنفس والأمان.10- الكتابة على الجدران:
الكتابة على الجدران سببها عدم التمكين من الكتابة الحرة في السنين الأولى.11- إلزام الطفل تصغير خطه في المرحلة الإبتدائية:
فالخط الكبير يرمز للثقة بالنفس والأمان، وإذا صغر الخط معناه فقد هاتين الصفتين.تحميل الموضوع :
0 تعليقات