هل تنتصر الديمقراطية على منطق السوق في إصلاح التعليم؟

هل تنتصر الديمقراطية على منطق السوق في إصلاح التعليم؟
جريدة التربية ::: هل تنتصر الديمقراطية على منطق السوق في إصلاح التعليم؟
جريدة التربية

اليوم 24 - محمد جليد
بتاريخ الخميس 05 يناير 2017

هل تنتصر الديمقراطية على منطق السوق في إصلاح التعليم؟ ..

تزامنا مع دعوة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي إلى "تنويع" موارد التعليمين الجامعي والثانوي بالمغرب، صدر في الولايات المتحدة الأمريكية كتاب يرصد نفس المشكلة في الوسط الجامعي الأمريكي. إذ تكمن أهمية هذا الكتاب، الذي أصدره الباحث الأمريكي هنري هيلر تحت عنوان "الجماعة الرأسمالية"، في كونه يسلط الضوء على الأزمة المالية للطالب والجامعة الأمريكية عبر تاريخ تفاعلهما منذ سنة 1945 إلى اليوم.

يستهل هنري هيلر إشكالية كتابه بتساؤل عريض: هل الجامعة تنفلت من قبضة الرأسمالية؟ أم أن العلوم الإنسانية والاجتماعية ليست سوى جارية من جواري النظام الإمبريالي الأمريكي؟ للإجابة عن هذا التساؤل، يقدم الكاتب مسحا لتاريخ التعليم العالي وتحولاته داخل الولايات المتحدة الأمريكية على مدار قرن من الزمان، ساعيا إلى كشف كيف أصبحت مدرجات الجامعة ساحة حرب بين المعرفة المخبرية والسياسة الراغبة في تسليع التعليم.

يأخذ كاتب هذا العمل قارئه عبر الأجهزة الإيديولوجية التي تحكمت في بلاد العم سام خلال الحرب الباردة، وكذا انتفاضات الستينات وانتكاسة وعود ما بعد الحداثة وانقلابات التيار الليبرالي الجديد الذي أفرز التفكير فيما يسمى ب"اقتصاد المعرفة" أو ب"الرأسمالية الأكاديمية". إذ يسلط الضوء على انخراط المؤسسات التربوية الأمريكية في سيرورة إخضاع تاريخها وبرامجها للرأسمال الجديد الذي تمخض عن الحرب العالمية الثانية.

سيعثر القارئ على صدى هذه الفكرة منذ الفقرة الأولى من الكتاب، حيث يقول الكاتب: "بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت الكليات والجامعات المؤسسات الأساسية للمجتمع الأمريكي، تأتي أهميتها بعد الشركات الخاصة والجيش. في الحقيقة، أصبحت الجامعات مرتبطة عن قرب بالمشاريع التجارية، خاصة من خلال البحث المدعوم من المؤسسات الخاصة. في الوقت ذاته، جعلت ارتباطاتها مع الجيش ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" منها مجرد أدوات افتراضية للحكومة الأمريكية. بالمعنى الغرامشي، أصبحت من أجهزة الدولة غير القسرية". كما يرى أن "الثروة التي أنتجتها الرأسمالية الأمريكية قدمت الأساس المادي لإنجازات التعليم العالي الأمريكي خلال هذه الفترة، لكنها كانت مسؤولة أيضا عن القيود المفروضة عليها. هذه القيود أخذت شكل انحياز ثابت في البحث والتعليم ضد الماركسية، وفي الحقيقة، ضد فهم للثقافة والمجتمع مبني على التاريخ، لصالح الدفاع عن الليبرالية، والرأسمالية والإمبريالية الأمريكية. كان هذا هو البرنامج الإيديولوجي الذي وحد العلوم الاجتماعية والإنسانيات".

في تعليقه على مضامين هذا الكتاب، يقول الباحث الأمريكي مايكل بيرلمان، مؤلف كتاب "ابتكار الرأسمالية"، إن هنري هيلر استطاع أن يفكك في كتابه "الجامعة الرأسمالية نظام التفكير السياسي الأمريكي الذي تمكن من إقناع الطلاب- والمجتمع الأمريكي برمته- بجدوى إخضاع الجامعة لمنطق السوق والاقتصاد الرأسمالي، مشيرا إلى أن هذه الجدوى تبقى نسبية إلى حد كبير، على اعتبار أن الأعمال البحثية والأكاديمية الجادة والرصينة والمعرفة النقدية العميقة ينتجها أولئك الذين نأوا بأنفسهم عن هذا المنطق.

أما الحل في نظر، فيمكن في العمل على دمقرطة الجامعة. إذ من شأن سيادة القيم الديمقراطية في السياسة التعليمية الجامعية أن تبلور فهما آخر للإنتاج المعرفي والثقافي عموما، حيث ستصبح "المعرفة متحررة وقادرة على التحليل والنقد بما يخدم مصالح الجماهير، لا مصالح فئات قليلة متنفذة".

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.

إرسال تعليق

0 تعليقات