جريدة التربية .. المدرسة العمومية و المجتمع المدني، أي آفاق مستقبلية؟ |
نشر في: الاتحاد الاشتراكي - محمد تامر
بتاريخ الأربعاء 15 فبراير 2017
كما يعلم الجميع أن العملية التربوية التعليمية ليست حكرا على المؤسسة التعليمية لوحدها. بل تتقاسم هذه المهمة و المسؤولية مع عدد من المتدخلين. كالأسرة و الجماعات المحلية و المجتمع المدني .
وقد سبق أن حث الميثاق الوطني للتربية و التكوين على ضرورة انفتاح المدرسة العمومية على محيطها الخارجي. وفتح الباب لجمعيات المجتمع المدني عبر إبرام شراكات للقيام بأنشطة تربوية ثقافية فنية و رياضية وأيضا اجتماعية موجهة لتلميذات وتلاميذ المؤسسة التعليمية ،وانطلقت العملية في العديد من الأكاديميات الجهوية و المديريات الإقليمية عبر التراب الوطني واستطاعت العشرات من هذه الجمعيات أن تنجح في شراكتها مع المدرسة المغربية العمومية سواء بالتعليم الابتدائي أو الإعدادي وحتى الثانوي التأهيلي. منها من اختارت الانخراط في مجال التعليم الأولي ومنها من كانت مساهمتها في محاربة الأمية و التربية غير النظامية من خلال وضع برامج مدروسة وممولة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فيما نهجت مجموعة أخرى من الجمعيات التي اختارت اقتحام المجال التعليمي والإشراف على تنشيط الحياة وقد نجحت إلى حد بعيد مجموعة مهمة من هذه الجمعيات التي استطاعت أن تضع برامج متكاملة ومتنوعة ذات رسائل مشفرة وموجهة وذات أهداف سامية حيت تجاوبت معها شرائح مهمة من التلميذات و التلاميذ وذلك نظرا للفراغ المهول بهذا المجال بالمدرسة المغربية خصوصا في المناطق النائية والمهمشة و المفتقرة لكل شيء بما في ذلك البنية التحتية و النقل المدرسي و الأدوات المدرسية وتشجيع الفتاة القروية على التمدرس و محاربة الهدر المدرسي إلى غير دلك من النواقص التي تعج بها المدرسة العمومية
هنالك تجارب ميدانية لبعض الجمعيات استطاعت أن تقلب الأمور رأسا على عقب داخل المؤسسة ونجحت في زرع الوئام و التلاحم و خلق حركية ديناميكية نسوق منها مثلا من المديرية الإقليمية لوزارة التربية و التكوين المهني بعمالة مقاطعة عين الشق. حين أبرمت شراكات مع بعض الجمعيات الناشطة و من بينها من اختصت في التعليم الأولي ومنها من انخرطت كليا أو جزئيا في عملية محاربة الأمية.
إلا أنه وخلال هذا الموسم الدراسي الحالي أبرمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني شراكة مع جمعية نادي الأندلس للرياضة و التنمية وما ميز هذه الشراكة انه أولا تخص الثانوية التأهيلية ابن زيدون حيت بادرت من الوهلة إلا ولى إلى اختيار ثلاثة أصناف من الرياضة كرة السلة الكرة المستطيلة و رياضة لايروبيك فانخرط العديد من التلميذات و التلاميذ كل حسب ميولاته و اهتمامه الرياضي. وكانت المفاجأة الكبرى أن قد فاق عدد التلاميذ الذين أبدوا رغبتهم في التسجيل كل التوقعات وأبدى الجميع رغبته العمياء في التسجيل ضمن القائمة الأولية مبدين استعدادهم و استمرارهم وانضباطهم للمؤطرين الذين استقدمتهم جمعية نادي الأندلس للرياضة و التنمية وعلى حسابها الخاص. وبالإضافة إلى هذه الأنواع الرياضية فالبرنامج يشمل أيضا تنظيم لقاءات تحسيسية مع التلميذات و التلاميذ يشرف علىها مختصون في علم النفس. لحث الجميع على ضبط النفوس في الأوقات الحرجة كأيام الامتحانات وقاعات الدراسة وأثناء المباريات ومحاولة الابتعاد على كل ما يمكنه أن يسبب في عرقلة الدراسة ،ويبث في التلاميذ و التلميذات روح المبادرة والمواظبة والحس الاجتماعي. وقد لوحظ بشكل غريب الإقبال الكبير على هذا النوع من اللقاءات.
ادن دور جمعيات المجتمع المدني بالمؤسسات التعليمية العمومية أضحى ضروريا لما لهذه الأخيرة من تأثير ايجابي على التلاميذ ،لكن يبقى المستقبل مجهولا في ظل غياب التفاتة من طرف الوزارة تأخد بعين الاعتبار الخصاص الفظيع والغياب البارز لمثل هذه الأنشطة التي من المفروض أن تكلف بها بعض الأطر التربوية. لكن مع الخصاص الكبير في الموارد البشرية أضحى وجود هذه الجمعيات شيئا ضروريا وملحا. ويبقى على الوزارة المعنية عبر الأكاديميات الجهوية و المديريات الإقليمية وضع نصب أعينها تشجيع هذا المجال وتقنين دعمه.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره. - جريدة التربية .
0 تعليقات