جريدة التربية ::: صدمة الالتحاق بالمدرسة |
جريدة التربية
نقلا عن : الصباح - هجر المغلي
الأربعاء 06 شتنبر 2017
على الآباء اصطحاب أبنائهم إلى المدرسة قبل الدخول الرسمي
رهبة الدخول الأول تتفاقم إذا تم تغييب إعداد الأطفال نفسيا
رهبة الدخول المدرسي، حالة نفسية، يتقاسمها جميع الأطفال، دون استثناء، لكن بدرجات متفاوتة، حسب درجة الإعداد، وتقبل كل طفل لافتراقه عن وسط ظل لا يعرف سواه، لمدة ثلاث سنوات وأحيانا أكثر، قوامه والداه وعائلته الصغيرة.
هذه الرهبة يؤكد اختصاصيو علم النفس، أنها تظهر أكثر عند الأطفال الذين لم يسبق لهم أن ولجوا روض الأطفال في سن مبكرة، ذلك أن الدخول المدرسي يكون أسهل عند الطفل، الذي سبق أن تلقى تعليما في روض الأطفال، مقارنة مع الطفل الذي يلج المدرسة للمرة الأولى ويكتشف لأول مرة الفضاء المدرسي، ما يفسر بالتالي نوبات البكاء الشديدة، ورفض الأطفال البقاء دون مرافقة عائلاتهم في فضاء المدرسة، وقد يسبب نوعا من الرفض يلازم الطفل لأيام وأسابيع عديدة، تلي دخوله الأول للفضاء الدراسي.
وللتخفيف من وقع اللقاء الأول بين الطفل والفضاء الذي سيتلقى فيه تعليمه، وتحبيب المكان أكثر لطفل أضحى ملزما بقضاء ساعات النهار به، ينصح اختصاصيو العلاجات السلوكية، العمل على تعريف الطفل بالجو المدرسي، من خلال اصطحابه لزيارة المدرسة قبل موعد الدخول المدرسي، والمرور عدة مرات من أمام المدرسة التي سيلتحق بها لمتابعة تعليمه الأولي بين الفينة والأخرى حتى لا تكون فضاء غريبا عليه.
وفيما يظل من الأساسي إلحاق الطفل بالصفوف المبكرة في التعليم، قبل إدخاله إلى المرحلة الابتدائية، حتى يكسر حاجز الخوف والرهبة من المدرسة على اعتبار أن التعليم الأولي، هو فرصة لجعل الطفل يندمج في فضاء غير الفضاء الأسري ويساعده على تنمية قدرات ومهارات جديدة تهم الاعتماد على النفس قبل الاطلاع على مهارات العلم والمعرفة، من الضروري أيضا جعل الطفل يخالط أطفالا يكبرونه سنا من العائلة، لإعطائه انطباعا جيدا عن المدرسة، وسرد تجاربهم الإيجابية فيها.
ومن بين الخطوات التي تساعد على دخول مدرسي سلس للأطفال أيضا، مشاركة الطفل الذي سيلتحق للمرة الأولى بالمدرسة في اختيار الملابس التي سيرتديها في أول يوم، إذ يجب على الآباء أن يحولوا الدخول المدرسي إلى عيد، بالنسبة إلى الطفل، ينتظره بشوق، بدل أن يتخوف من يوم بلوغه. ولا ضير أيضا من أن يقضي أحد الوالدين الأسبوع الأول، الذي يكون في الغالب تمهيديا، مع الطفل داخل المدرسة، سيما أن العديد من المؤسسات التعليمية، أضحت تعتمد هذا النموذج وتتيح هذه الإمكانية، لتيسير الدخول المدرسي. في المقابل يصر اختصاصيو علم النفس على ضرورة التزام الوالدين بمبدأ عدم العودة لتهدئة ومعانقة الطفل الذي يدخل في نوبة من البكاء والصراخ، شريطة عودتهما لاصطحابه بعد انتهاء الدوام، لترسيخ أن الفراق سيكون مؤقتا وليس دائما، ولتعويده عليه في الآن ذاته.
المكلفون بالتدريس بدورهم، يقع عليهم جانب مهم في التخفيف من وقع رهبة الدخول الأول، إذ يتعين عليهم قبول وجود أحد الأبوين برفقة الطفل خلال الأسبوع الأول، كما عليهم الانتباه إلى ضرورة تقليص ساعات التمدرس في الأسبوع الأول لضمان تقبل الطفل التدريجي للمدرسة وفكرة انفصاله عن المنزل لفترات طويلة. من الضروري أيضا أن يسمحوا للطفل بالتعبير عن مشاعره وتشجيعه على التعبير عن خوفه واشتياقه إلى والديه.
0 تعليقات