عرض حول " التنشيط التربوي "

عرض حول " التنشيط التربوي "
جريدة التربية ::: عرض حول " التنشيط التربوي "
جريدة التربية
عرض حول التنشيط التربوي: مفهومه واسالبه وخطواته وادوار ومهام المنشط بعض تقنيات التنشيط : طريقة لعبة الأدوار ودراسة الحالات والزوبعة الذهنية وتقنية جيكسو وتقنية حل المشكلات ... جريدة التربية jarida-tarbiya.blogspot.com
جريدة التربية .. عرض حول " التنشيط التربوي " 

مفهوم التنشيط:

* يعرفه ديلورم Delorme كالتالي: "كلمة تنشيط هي استحضار للعلاقات الإنسانية. الإنسانية ألا تعني منح الحياة؟ ألا تحيلنا في غالب الأحيان إلى ميزة العلاقات الطيبة التي تيسر وتخلق التجاوب داخل المجموعات الإنسانية؟

* ويشير إمولف IMOLF 1971 إلى أن التنشيط ككل فعل يتم القيام به داخل مجموعة أو جماعة أو وسط ويكون هدف هذا الفعل هو تنمية التواصل وهيكلة الحياة الاجتماعية وذلك باللجوء إلى طرق توجيهية أو نصف توجيهية، إنه طريق للاندماج والمشاركة "يضفي الحيوية والنشاط على مجموعة لتوسيع مجال التواصل بين أعضائها ويكون القصد من ذلك هو الرفع من فعاليتها ومردوديتها. ككيان عضوي للتشجيع على تجاوز الصعوبات والعوائق التواصلية بهدف تبادل الخبرات والمعارف والقيم بين أعضاء الجماعة وخلاصة القول فلفظ تنشيط يوحي بعدد من المفاهيم والمصطلحات مثل تسيير تواصل اندماج، مشاركة، علاقات إنسانية...

* ويرى Gay George أن تنشط معناه أن تنفخ حياة وروحا في قسم دراسي تجسده جماعة التلاميذ يمكن أن تتحول إلى فريق عمل.

نتيجة لهذه المعطيات ذات الطابع الجزئي التي قدمتها لنا التعاريف المختلفة فإن إعداد تعريف أمر صعب ولكن لتسهيل مقاربة التنشيط البيداغوجي نقترح التعريف الجزئي التالي الذي اتفق عليه بعض الباحثين التربويين. "يغطي التنشيط مجموعة من الممارسات وأنشطة التعليم التي تستجيب لمطالب التأهيل والتكوين والتعليم" إنه العملية التي تتيح إرساء تحقيق الأهداف التربوية.

أساليب التنشيط:

مكنت الأبحاث التجريبية حول السلطة والقيادة والتسيير علماء النفس استخراج ثلاث أساليب كبرى للتنشيط:

1- أسلوب سلطوي أو توجيهي: 

فيه يؤكد المنشط باعتباره قائدا فهو الذي يضع جميع التوجهات والتعليمات ويؤمن الانضباط والنظام ويسير الجماعة حسب خطة وضعها مسبقا ولم يطلع الجماعة عليها بحيث لا يكون توجيه الأنشطة واضحا بالنسبة للجماعة إنه يفرضض المهام ويوزعها ويكون الجماعات الفردية. فهو لا يقبل الانحراف الشيء الذي يثير غالبا مناقشات وحالات رفض قاطع عن المشاركة إذ أن المهمة تفقد قيمتها بسرعة لأنها تكون مفروضة.

2- أسلوب ديموقراطي: 

فيه يحاول المنشط الاندماج في الجماعة إذ أن التوجيهات ليست سوى اقتراحات تكون موضوع مداولة بين أفراد الجماعة بحيث يثيرها المنشط ويشجعها، وتشكل خطة العمل وتوزيع المهام والانقسام إلى جماعات صغرى وطرائق العملل موضوع مناقشة جماعية ولا يصدر أحكاما على أفرادها بل على عمل الجماعة فقط إنه عضو من الجماعة يشارك في العمل بحسب الدور الذي تنيط به الجماعة إذ هو يتبنى مقاربة تشاركية فتصبح المهمة منبعثا على ارتياح جماعي أكثر من كونها مصدر إكراه.

3- أسلوب فوضوي: 

فيه يقدم المنشط العمل ويترك المشاركين أحرارا في أن يفعلوا ما يريدون فعله إنه لا يتدخل على أي مستوى لا من أجل المشاركة في العمل ولا بإعطاء توجيهات أو الإعلان عن اتفاقه أو عدم اتفاقه وقد يجيب على الأسئلة بكيفية غامضة ويتخلفف تلقائيا عن الجماعة. إذ يظهر قائد جديد يؤدي الدور الذي على المنشط أن يؤديه وينجز المهام دون حماس.

خطوات مهمة التنشيط:

1- الاستقبال Accueil :

- التعرف على المشاركين
- تحديد الأهداف
- تحديد الأدوار

2- تقديم الموضوع Présentation du thème : ( في صيغة وضعية مشكلة ).

* التحديد الدقيق للموضوع
* بناء الموضوع في صورة تجعله في مستوى المشاركين
* التناسب بين الموضوع ووقت الإنجاز

3- العمل على الإثارة والدفع إلى العمل La motivation :

وهذا يستلزم من المنشط خلق ظروف المشاركة:
- الاهتمام بحاجيات ورغبات المشاركين وذلك بجعلهم يحسون أن الموضوع يستجيب لحاجياتهم ويرتبط باهتمامهم.
- إثارة تفكيرهم
- اعتبار جميع المشاركين متساوين (الديموقراطية)
- قبول كل الأفكار العمل على تقويمها
- تشجيع التواصل الجماعي
- المساعدة على توضيح الأفكار التي تبدو غامضة

4- بناء تصميم لمناقشة الموضوع établir un plan :

* تمكين المشاركين من التحليل الموضوعي
* تمكينهم من طرح كل المشكلات
* مساعدتهم على تحليل ومناقشة كل المواقف والأفكار
* تمكينهم من اتخاذ القرار المناسب

5- مبادئ التنشيط :

لكي يتمكن المنشط من تحقيق الأهداف المنشودة من حصة التنشيط عليه أن يعرف طبيعة تدبيرها savoir animer وذلك ب:
- الضبط والإنصات
- التقيد بالموضوعات وعدم الخروج عنه وإعادة التذكير به كلما دعت الضرورة.
- الموضوعية.
- معالجة المشاكل غير المتوقعة أو تأجيل ذلك إلى وقت مناسب.
- منع وتوقيف التدخلات الهدامة وإسكات الهدار (الثرثار) دون التأثير على سير العمل.
- تحريك غير الراغبين في الكلام مع منح تكوين جماعات ضيقة داخل الجماعة.
- تلخيص مداخلات وإعادة صياغتها وتبويبها.
- الحسم واتخاذ القرارات مع الحذر واليقظة.

أدوار ومهام المنشط :

* تمكين المتعلمين من المعرفة: 

وذلك بإعدادهم لاكتساب المفاهيم والمعارف والمواقف دون أن ينسى أن دوره لا يقتصر فقط على الوساطة وتسهيل المعارف وتنظيم شبكة التواصل وإنما موحيا بعلاقات إنسانية طيبة، مستحضرا دوره كعضو في المجموعة مراقباا للوضعية الفعلية للمجموعة، محافظا على معنويات وتماسك المجموعة.

* خلق الرغبة والقبول لدى المعلمين: 

وذلك من أجل إدماجهم في سيرورة محددة وإيجاد حلول لإشكاليات معينة في موضوع ما.

* تحفيزهم للمشاركة في العمل الجماعي: 

وذلك بحرصه على تنمية الإحساس بالانتماء للمجموعة الذي يبحث عنه كل فرد من أجل تجنب العجز والضعف اللذان يتم الإحساس بهما في وضعية العمل والفردانية. ويعمل المنشط على تفتح هذا الإحساس بالانتماء بمنحح الآخرين إمكانيات التعبير عن وجهة نظرهم والمناقشة والنقد والتغيير وتبادل الآراء بكل حرية بالقبول أو الرفض.

* تحريك المتعلمين للقيام بأعمال معينة: 

ويتبلور ذلك بوضع استراتيجيات أو مناهج وخطط عمل لقضايا تمس المجموعة وذلك بقيادتها بطريقة تمكن من المشاركة الفعالة والتواصل، وهذا لن يتأتى إلا بالإلمام بتقنيات الطرائق البيداغوجية الحديثة التي تمكنن المتعلم من التعلم الذاتي وتفتح ملكاته والتكيف مع الوضعيات الجديدة.

بعض تقنيات التنشيط :

طريقة لعبة الأدوار LE JEU DE ROLE

تعتمد هذه التقنية على تقمص بعض أفراد المجموعة لشخصيات محددة ولعب أدوارها في ارتباط وثيق مع موضوع أو حدث فعلي تمت أو مازالت تتم معايشته. ولا تتم عملية لعب الأدوار حسب ما يظنه المتطوعون أنه الصواب الأمثل، وإنما يتم تقمص أدوار الشخصيات وفق التصرف الفعلي لأصحابها في ساحة الأحداث.

» التقنية التي تعتمدها الطريقة:

1- يطلب المنشط من أفراد المجموعة ويشجعهم على تطوع بعضهم للعب دور شخصية محددة (دور المربي، دور المتفقد، دور أم الطفل أو أباه، دور المشرف، ... إلخ)؛
2- ينبه المنشط بعد ذلك المتطوعين إلى تقمص الشخصيات ولعب أدوارها لا يستلزم بالضرورة الاستغراق لمدة طويلة؛
3- بعد انتهاء لعب الأدوار، يعمل المنشط على تنظيم مناقشة مفتوحة قصد تمكين أفراد المجموعة من مراجعة قناعاتهم وتطوير براهينهم وحججهم واتخاذ مواقف؛
4- ينهي المنشط اللقاء بعد تصنيف الخيارات وتركيبها واستخلاص النتائج التي توصلت إليها المجموعة.

دراسة الحالات L’ETUDE DES CAS

رأت النور هذه الطريقة بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة ابتداءا من سنة 1920 لتلقين طلابها معارف ترتبط بحقيقة الواقع الاقتصادي الملموس، في محاولة لجعلهم أكثر واقعية وأقل ارتباطا بالنظريات ومعارف الكتب التي كانت لا تجديهم نفعا كبيرا أثناء التحاقهم بالمقاولات.

» التقنية التي تعتمدها الطريقة:

1- يعلن المنشط بوضوح لأفراد المجموعة ما ينتظره من المجموعة.
2- تتعرف المجموعة على الحالة التي تطرح مشكلا ملموسا بواسطة نص مكتوب أو عرض سمعي-بصري.
3-ينقسم المشاركون بعد ذلك إلى مجموعات صغيرة (على هذا المستوى، يمكن الاستئناس بطريقة فيليبس )
4- تنحصر مهمة كل مجموعة في تحليل الحالة والبحث عن الحلول وذلك بتحديد جميع عناصر الوضعية وحصر المشكل بشكل دقيق قصد إيجاد الحلول الملائمة واختيار أحسنها.
5- يتكلف مقرر داخل كل مجموعة بتسجيل سير المناقشة وخطوات مسلسل إيجاد الحلول المتفق حولها.
6- بعد انتهاء أشغال المجموعات، يعلن المنشط على عقد جلسة عامة يقدم أثناءها المقررون إنجازات مجموعات ليتم الحسم من طرف جميع المشاركين في القرارات المتخذة (الحلول) لاختيار أفضلها.

» ملاحظة:

تعد هذه الطريقة تدريبا على تحليل المشاكل واتخاذ القرارات: إنها تهدف بالأساس إلى وضع الأفراد قدر المستطاع أمام الواقع الملموس ودفعهم إلى إيجاد مجموعة من الحلول الممكنة، والمساهمة الفعلية بشكل فردي في إيجاد هذه الحلول.

ابتكار الأفكار (الزوبعة الذهنية) LE BRAINSTORMING

تعتمد هذه التقنية على إبداع الأفكار وإيجاد الحلول لمشكل محدد بطريقة عفوية، بعيدا عن كل رقابة ذاتية على الأفكار أو تحليلها ونقدها مسبقا. إن كل فرد من أفراد المجموعة مطالب بترك نفسه ينساق مع تداعيات أفكاره وأحاسيسه والتعبير عنها دون التفكير في مدى تماسكها الداخلي أو إخضاعها لمعايير منطقية أو قيمية. كما هو مطالب كذلك بتقبل تداعي أفكار أفراد المجموعة والاستئناس بها قصد ابتكار وتوليد مزيدا من الأفكار من أجل الوصول إلى حلول ملائمة للمشكل المطروح للمناقشة.

» التقنية التي تعتمدها الطريقة:

1- يقدم المنشط بكل دقة ووضوح موضوع اللقاء أمام أفراد المجموعة؛
2- يقدم المنشط بعد ذلك هذه الطريقة في العمل والتي تعتمد كما سبقت الإشارة إلى ذلك على العفوية والخيال المبدع وتحرير الأفكار من كل المعايير وعدم إخضاعها لأية رقابة ذاتية أو جماعية؛
3- ينص المنشط على قوانين الطريقة وثوابتها ويحث على احترامها احتراما تاما من طرف الجميع (بما فيهم المنشط):
- على كل فرد من أفراد المجموعة أن يتخذ موقفا متحررا يترك لخياله مجالا واسعا لتفتح قدرته على الابتكار العفوي
- تعتبر كل فكرة صائبة حتى ولو بدت غريبة؛
- لا يحق لأي فرد من أفراد المجموعة بما فيهم المنشط انتقاد آراء الآخرين أو الاستخفاف بها؛
4- يستمر العمل بهذه الطريقة مدة ساعة إلى ساعة ونصف من الزمن، ويتم تسجيل جميع الآراء التي تم التعبير عنها بواسطة ملاحظين لا ينتمون لمجموعة العمل أو بواسطة آلة تسجيل إذا تم الإجماع على ذلك.
5- يجتمع المنشط والملاحظون بعد ذلك (أو في يوم آخر) قصد تفريغ أفكار وملاحظات أفراد المجموعة التي دونوها (أو شريط التسجيل) وإعداد تقرير يتم تسليم نسخة منه إلى كل عضو من أعضاء المجموعة؛
6- ينظم المنشط جلسة عامة يحضرها أفراد المجموعة إضافة إلى الملاحظين قصد تحليل محتوى المنتوج الفكري وانتقاء العناصر الأكثر فعالية لحل المسألة المطروحة.

تقنية جيكسو Jigsaw Strategy

هي إحدى استراتيجيات الأساسية للتعلم التعاوني تقوم على توزيع الطلبة إلى فرق صغيرة غير متجانسة في القدرة والجنس يضم كل فريق 5 إلى 6 أفراد. وتجزأ المادة الأكاديمية إلى مقاطع بعدد أعضاء الفريق. ويدرس الطلبة مقاطعهم مع أعضاء أخرين لهم نفس المقاطع. بعدئذ يرجعون إلى فرقهم، ويُدَرسّون مقاطعهم إلى أعضاء الفريق الآخرين.

أخيرا يؤدي الفريق امتحانات يومية في الوحدة موضوع التعلم بأكمله.

» مثال: 

قسم يضم 20 تلميذا وتلميذة، يشكل الأستاذ "مجموعات من 5 أفراد، تختلف قدراتهم التحصيلية والأدائية ثم يقسم موضوع الدرس 5 فقرات بعدد أعضاء الفريق وليكن مثلا الدرس درس تركيب يتعلق بالفاعل ولتكن فقراته ومقاطعه التعليمية كالتالي: تعريفف الفاعل- موقع إعرابه – أنواعه – تقدير الفاعل ← فيتكلف كل تلميذ بمقطع من الدرس بعدها يجتمع كل تلميذ مع زميله الذي له نفس المقطع.

تقنية حل المشكلات

تقنية تعتمد على إشراك جماعة القسم في مناقشة المشكلة واقتراح الحلول، ودراستها ثم اختيار أفضلها وأكثرها قابلية للتطبيق. وتتم عبر المراحل التالية:

* يقوم المنشط/ الأستاذ بطرح المشكلة بدقة على جماعة القسم، التي يوزعها إلى مجموعات تضم 3 إلى 4 أفراد، ويشرح النشاط ومنهجية العمل أو شكلياته ضمن تدبيره للوقت وضبط مفاصله.

* تتفهم جماعة القسم المشكل، وتختار كل مجموعة مقررا لها، وتدرس المشكلة من جميع جوانبها، وتقترح حلولا لها، ويدون ذلك المقرر في تقرير المجموعة، ثم تدرس تلك الحلول حلا واقعيا قابلا للتطبيق، وهو الذي تتقدم به إلى جماعة القسم.

* تقوم الحلول المقترحة وتناقش بكل موضوعية جماعة، بما فيهم المنشط / الأستاذ، ثم تدون وتسجل على السبورة أو تقرير جماعة القسم النهائي، وتخرج جماعة القسم في النهاية بملف حول المشكلة ويتضمن المشكلة وحلولها الممكنة وطريقة إنجاز تلك الحلول


تحميل الموضوع:

اليكم موضوعا أشمل حول مختلف تقنيات التنشيط لمن يرغب في الاطلاع عليه:

مراجع يمكن الاعتماد عليها للتوسع اكثر في الموضوع:

* De L' animation pédagogique à la recherche Delorme action 1982.
* مصوغة التواصل والتنشيط مديرية تكوين الأطر.
* تنشيط الجماعات


إرسال تعليق

3 تعليقات

  1. من فظلكم أحتاج مثال عن تنشيط المولد النبوي الشريف

    ردحذف
  2. ماهي خصائص التنشيط التربوي

    ردحذف
  3. غير معرف30/4/22 16:12

    ماهي خصائص التنشيط بماذا يتميز

    ردحذف